إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عن حائط المبكي
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 479 - 530"

تطورت في السنين الأخيرة إلى صلاة جماعة وصلاة منظمة، قد سمح بها بدون انقطاع بوجه الاجمال وكل تداخل من جانب المسلمين في شعائر اليهود طقوسهم هو محظور أيضا مبدئيا بموجب الفرمانات المتقدم ذكرها.

        وقد ادعى فريق اليهود أيضا أن الحالة الراهنة الحقيقية قبل الحرب كانت زمنا طويلا تتفق مع ما يدعونه الآن، وأنه إذا كانت الأوامر الإدارية التى صدرت حقا لا تتفق مع هذه المطالب فإنها تتنافى مع حقوق اليهود المرعية.

        والآن وقد تم البحث في هذه النقاط تتقدم اللجنة إلى الإدلاء برأيها كما يلى :

         إذا نظرنا إلى أحكام صك الانتداب نرى بالحقيقة أن المواد (13 و 15 و 16) تضمن مبدأ الحرية الدينية، وبأن المادة 13 تنص بوجه خاص على ضمان "حرية العبادة" لجميع الطوائف.

        غير أنه ليس من سداد الرأي أن يستنتج من هذه القاعدة العمومية أن الذين ينتمون لأي مذهب خاص لهم أن يتمتعوا بحق إقامة شعائرهم الدينية فى جميع الأماكن بدون مراعاة حقوق الآخرين في تلك الأماكن. فلو كانت الحالة كذلك لقضي تماما على مبدأ الحالة الراهنة في الأماكن المقدسة والمواقع الدينية الأخرى. ومما يزيد المشكلة حراجة فى هذه الحالة، أن هذا الموقع الديني هو أيضا وقف إسلامي واقع ضمن أوقاف إسلامية أخرى تحيط به ويعد أحدها من أعظم المقامات قداسة لدى جميع المسلمين.

         فإن كان يجب المحافظة على الحائط الغربي والرصيف الكائن أمامه لمصلحة اليهود الدينية وجب على اليهود أيضا أن يراعوا حرمة المسلمين الذين أكرموا مثواهم، والذين ضمنت لهم أحكام صك الانتداب امتيازات مقاماتهم المقدسة.

        ولهذا السبب تستنتج اللجنة بأن العادة الثابتة يجب اعتبارها الأساس والذين ضمنت لهم أحكام صك الانتداب امتيازات مقاماتهم المقدسة. ولهذا السبب تستنتج اللجنة بأن العادة الثابتة يجب اعتبارها الأساس الصحيح لتقرير حقوق اليهود المرعية عند الحائط غير أنه ليس في ذلك ما يستوجب على اللجنة الرجوع إلى الأشكال الأصلية التي اتصفت بها الصلوات التي كانت تقام عند الحائط في أقدم أدوارها بينما أن اللجنة ترى، من الجهة الأخرى أنه حتى يتاح اتخاذ العادة أساسا لحق ثابت يجب أن تكون تلك العادة قديمة نوعا ما.

         ليس في وسعنا أن نقرر بتأكيد شكل الصلاة التي كان يقيمها الزوار الأولون أمام الحائط إلا أنه يظهر لنا من البيانات والشهادات التي أدلى بها أمامنا أن صلاة الجماعة أو "الصلاة المنظمة" كانت تقام عند الحائط قبل الآن بأجيال عديدة. فتطور الصلاة من شكل إلى آخر أقرته الطقوس الدينية اليهودية وهي ما فتئت منذ أقدم العصور تقتضي وجود عشرة أشخاص (منيان) لاجراء الخدمة الدينية الكاملة وتجيز لعشرة أشخاص (أي للمنيان) بأن يقيموا شعائر العبادة في أي مكان على نحو ما يفعلون في الكنيس تماما. ولا مشاحة أن جماعة واحدة أو أكثر من هذه الجماعات (المنيان) تألفت لأجل إقامة الصلاة عند الحائط أيضا. فهذه الجماعة كانت، نوعا ما، تقوم بطقوس العبادة التامة، وكانت على كل حال تصلى غالبا كجماعة لا كأفراد فقط. ولما كان من الصعب فصل النساء عن الرجال، في مثل هذا المكان على نحو ما يفصلون فى الكنيس، كانت النساء تنعزل في زاوية على حدة. وكان اليهود يجلبون معهم أيضا بعض الأدوات التي يستعملونها عادة في الخدمة الدينية ويرتدون الألبسة التي تقضى بها طقوسهم الدينية.

<41>