إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) تقرير اللجنة الدولية المقدم إلى عصبة الأمم عن حائط المبكي
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 479 - 530"

قد اعترف بها المسلمون أنفسهم كحق قديم. والمسائل التي أدت إلى النزاع والخلاف في الأزمنة الأولى، كانت تدور حول صفة ومدى العادة التي جرى عليها اليهود في إقامة التضرعات عند الحائط.

       أما فريق اليهود فقد علق أهمية كبرى على الفرمان الصادر سنة 1889 م. (الذيل السابع) وإلى الفرمان المشار إليه فيما تقدم، الذي قيل بأن له نفس المزية وإلى فرمانين صادرين في سنتي 1893 و 1909 م يتناولان نفس الموضوع.

       وبهذه الفرمانات، التي تبلغت لرئاسة الحاخامين في المملكة العثمانية أو في القدس، ضمنت لليهود درجة من الحماية في ممارسة شعائرهم الدينية. وقد ترجم الأصل التركي لهذه الوثائق (إذ أن فرمان سنة 1889 م. أبرز وقرئت ترجمته أمام اللجنة) ترجمة مختلفة بواسطة ذوي الاختبار من الشهود من الجانيين فعندما استجوب الدكتور ليفانون من فريق اليهود ترجم نفس هذا الفرمان بأن اليهود وعدوا بأنهم " لا يعارضون في أمور كنائسهم ولا في الأماكن التي يزورونها لأجل العبادة، ويحجون إليها ولا في طريقة إجراء شعائرهم الدينية" .

        وقد سمعنا شهادة على رضا باشا، وهو علامة ثقة، استدعاه فريق المسلمين فصرح أنه يقبل بترجمة الدكتور ليفانون بوجه الإجمال غير أنه قال إنه يترجم هذه العبارة ترجمة حرفية على الوجه التالي: "في الأماكن التابعة لرئاسة الحاخامين كالكنائس وأماكن الزيارة الطقسية" .

        وقد دارت مناقشة بين وكلاء الفريقين حول ما إذا كانت عبارة "التابعة لرئاسة الحاخامين" محددة تحديدا جغرافيا أو إداريا. ففي الحالة الأولى تبين أنه إذا كان المكان المبحوث عنه "مكان زيارة طقسية" لليهود فهو مشمول بالحماية المقصودة بالفرمان، وفي الحالة الثانية قد يكون من المقتضى، كي يستطاع حماية أي مكان كموقع ديني أن يكون تابعا لرئاسة الحاخامين من الوجهة الإدارية أو الكنسية. ومع ذلك فاللجنة تظن أنه سواء كانت هذه أو تلك الترجمة الصحيحة يجب اعتبار هذه الفرمانات بأنها تتضمن سياسة تعود لمصلحة اليهود ولحريتهم الدينية. وليس ما يدعو للاعتقاد، في رأي اللجنة، إن أولئك الذين كانوا يصلون أمام الحائط الغربي لم يتناولهم ذلك التسامح. فالاستدلالات الرسمية لتلك السياسة يلوح بأنها تزيد في أهمية هذا الأمر، ذلك لأن الفرمان الصادر سنة 1889. على الأقل قد قيد في سجل المحكمة الشرعية حسبما هو مثبت في ظهره وبذلك أخذت تلك المحكمة الموقرة علما به.

( 6 ) صيغة الصلوات اليهـودية ومداها:

        واستنادا إلى الاعتبارات المذكورة فيما تقدم ترى اللجنة أن المكان المبحوث عنه هو موقع ديني، يقدسه اليهود وبأن لليهود حق السلوك إليه لإقامة بعض أنواع الصلاة، إلا أن اليهود يدعون بأن لهم حق تقرير شكل الصلاة التي يقيمونها أمام الحائط ومداها دون أدنى تداخل من الغير. وحجتهم في ذلك في الدرجة الأولى أن "حرية العبادة" قد ضمنت لهم بموجب أحكام صك الانتداب الصريحة، وأن لهم بناء على ذلك حق ترتيب صلواتهم حسب شعائرهم الخاصة، وجلب جميع الأدوات التي يستصوبون جلبها إلى الحائط ويعتقدون أنه، حتى ولو كانت عبادتهم في الأزمنة القديمة، كانت تتخذ شكل صلوات ومناحات افرادية ، فصلواتهم التي

<40>