إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان اللجنة التنفيذية العربية في الرد على الكتاب الأبيض الإنجليزي الصادر في أكتوبر سنة 1930
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 441 - 465"

         ساكر: هي وجهة نظر كل شخص وذلك بقدر ما أعلم.

         ستوكر: لنفرض أن السكان اليهود زادوا وهم في دور تكوين الوطن القومي عن السكان العرب ضعفين أو ثلاثة أضعاف فهل ترون حينئذ أن الوقت قد حان لتأسيس دولة يهودية؟

         ساكر: حقا إنكم تسألونني عما يجب أن أنظر إليه في وقت بعيد لا أكون فيه حيا.

         ستوكر: إذا وجهة نظرك هي أنه مهما وصل إليه الوطن القومي اليهودي من تقدم ورقي ومهما كان عدد اليهود بالنسبة إلى بقية السكان فإن الانتداب يجب أن يستمر إلى الأبد.

         ساكر: أظن أن هذا ما تقتضيه مصلحة الكل.

         إن ليونارد شتاين الذي وضع بيان اللجنة الصهيونية على الكتاب الأبيض في نوفمبر 1930 كان أصرح من المستر ساكر في هذا الصدد. فلقد قال في هذا البيان إن جميع اليهود قد فهموا وعد بلفور كما فهمه الجنرال سمطس بأنه عبارة عن تحرير فلسطين والاعتراف بأنها وطن اسرائيلي.

         ولكن العرب الذين لم يوافقوا على انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لن يوافقوا طبعا على ما قد تختلقه التفاسير السياسية من هذا الوعد ولن يقبلوا أن تكون لفلسطين يوما ما صبغة غير صبغتها العربية.

         9 - إن الكتاب الأبيض ذكر أن الالتزام المتعلق بحماية مصالح جميع السكان في فلسطين له المكان الأول وأن سائر الالتزامات لا تعتبر إلا إذا كانت لا تعارض مصلحة الأهالي على الإجمال.

         فاللجنة مع موافقتها على هذا ترى أن الحكومة الإنجليزية لم تعر جميع البنود الواردة في المادة الثانية من صك الانتداب نفس الاهتمام.

         والحق أن هذه المادة تجعل الحكومة الإنجليزية مسئولة عن انشاء وطن قومي لليهود وعن العمل بذات الوقت على ترقية أنظمة الحكم الذاتي وضمان الحقوق المدنية والدينية لجميع السكان.

         10 - إن من المستحيل أن يفهم أحد من العرب إصرار الحكومة الإنجليزية على عدم تعرضها مطلقا للشق الأول من الفقرة الثانية من هذه المادة والاكتفاء بطمأنة اليهود والعرب معا على القيام بالتزاماتها فيما يتعلق بالوطن القومي وضمان حقوق السكان. فهذه المادة توجب على الحكومة الإنجليزية وضع البلاد في حالات اقتصادية وإدارية وسياسية تضمن معها لا تأسيس الوطن القومي اليهودي فقط بل ترقية مؤسسات الحكم الذاتي التي هي عبارة عن السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية أيضا ويفهم من هذه المادة بصورة صريحة أن الحكومة الإنجليزية محظور عليها البدء بتنفيذ الالتزام الأول قبل الثاني لأن عليها أن تشرع ربما حسبما جاء في نص المادة باللغة الفرنسية التي لها رسميا ذات القوة فيما يتعلق بصكوك الانتدابات ولا يمنع من ذلك خلو النص الإنجليزي من عبارة بذات الوقت الواردة في المادة المذكورة بعد عبارة إنشاء الوطن القومي اليهودي والتي نظن أنها حذفت منه سهوا.

<6>