إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان اللجنة التنفيذية العربية في الرد على الكتاب الأبيض الإنجليزي الصادر في أكتوبر سنة 1930
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 441 - 465"

        "وقد أعاد اليهود في القرنين أو الثلاثة قرون الأخيرة إنشاء طائفة لهم في فلسطين يبلغ عددها الآن ثمانين ألفا ربعهم تقريبا مزارعون أو عملة في الأرض.

        ولهذه الطائفة إدارات سياسية خاصة منها مجمع منتخب لإدارة شئونها الداخلية ومجالس منتخبة في المدن ورئاسة حاخامين ومجلس رباني لإدارة شئونها الدينية. وتستعمل هذه الطائفة اللغة العبرية كلغتها الوطنية ولها صحف عبرية تفي بحاجاتها وهي تتبع نمطا تهذيبيا يميزها عن سواها وتبدي نشاطا كبيرا في الحركة الاقتصادية. فهذه الطائفة بسكان المستعمرات والمدن وهيئاتها السياسية والدينية والاجتماعية ولغتها الخاصة وعاداتها وطرق معيشتها الخاصة لها في الحقيقة مميزات قومية ومتى سأل سائل ماهو معنى تنمية الوطن القومي اليهودي في فلسطين يمكن أن يجاب على ذلك بأنه لا يعني فرض الجنسية اليهودية على أهالي فلسطين إجمالا بل زيادة نمو الطائفة اليهودية بمساعدة اليهود الموجودين في أنحاء العالم حتى تصبح مركزا يكون فيه للشعب اليهودي برمته اهتمام وفخر من الوجهتين الدينية والقومية. ولكن حتى يكون للطائفة اليهودية أمل وطيد لتقدمها الحر ويفسح للشعب اليهودي مجال واف كي يظهر فيه مقدرته كان من الضروري أن يعلم بأن وجوده في فلسطين هو كحق وليس كمنة. ذلك هو السبب الذي جعل من الضروري ضمان انشاء الوطن القومي لليهود ضمانا دوليا والاعتراف رسميا بأنه يستند إلى رابطة تاريخية قديمة".

        ان العرب صرحوا مرارا بأنهم يرفضون هذا الوعد المخالف للعهود المقطوعة للعرب في أثناء الحرب العامة (معاهدة الملك حسين مكماهون سنة 1915) وللمادة 22 من نظام عصبة الأمم والمجحف بحقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأنهم لن يترددوا لحظة واحدة في رفضه بالرغم من تفسيره بالكيفية المشار إليها لأن فلسطين العربية لن تكون إلا عربية وإن سياسة من شأنها جعل فلسطين ذات صبغة سياسية أخرى لن تكون نتيجتها سوى الفشل.

        ان هذا التفسير لم يذهب الغموض والإبهام الموجودين في نص وعد بلفور نفسه. وفضلا عن ذلك فإنه يوجد هنالك ذكر لا لتأسيس الوطن القومي اليهودي في فلسطين فقط بل لتنميته أيضا.

        7 - فالكتاب الأبيض الصادر في سنة 1922 يكون بهذه الصورة قد أدخل في وعد بلفور نصا جديدا لم يكن يحتوي عليه من قبل لأن تأسيس الوطن القومي اليهودي شيء والسعي لتنميته بعد أن يكون قد تأسس شيء آخر.

        والحق أن اللجنة التنفيذية العربية لا تقدر - كما أن غيرها لا يقدر - أن تستخرج معنى صحيحا من التفسير المشار إليه فإن إنشاء الوطن القومي اليهودي هو حسبما جاء في الكتاب الأبيض الصادر في سنة 1922 عبارة عن إيجاد طائفة يهودية في فلسطين يكون لها مميزات قومية بسكان المستعمرات والمدن وهيئاتها السياسية والدينية والاجتماعية ولغتها الخاصة وعاداتها وطرق معيشتها الخاصة.

        فلما وجدت اليوم في فلسطين طائفة يهودية لها هذه المميزات فالوطن القومي اليهودي المفسر بهذه الصورة يكون قد حصل

<3>