إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان اللجنة التنفيذية العربية في الرد على الكتاب الأبيض الإنجليزي الصادر في أكتوبر سنة 1930
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 441 - 465"

الخاتمة:

         54 - هنا ينتهي بيان اللجنة التنفيذية العربية على "الكتاب الأبيض" الذي أصدرته الحكومة الانكليزية في أكتوبر 1930، والذي من شأنه أن يزيل مخاوف العرب في مسائل الأراضي والمهاجرة والبطالة في فلسطين. وإذا كنا نقول أن من شأن هذا الكتاب أن يزيل بعض مخاوف العرب في تلك المسائل، فإننا لا نستطيع أن نقول أنه أزالها أو أزال قسما منها. ذلك لما نعرفه عن مقدرة اليهود في الدعايات الخادعة وعن ضعف الحكومة الانكليزية إزاء هذه الدعايات.

         55 - والحق، أنه لم يكد يظهر "الكتاب الأبيض" حتى قام اليهود ضد تلك الدعايات الطويلة العريضة في العالم كله، مما أدى إلى تراجع الحكومة الانكليزية. فالحكومة لم تكتف بإجازة إدخال 1.500 مهاجر يهودي خلافا لما قررته في "الكتاب الأبيض" من مباديء، بل قام أحد أركانها ينسخ منه بالتدريج الأحكام، المثبتة فيه.

         فها هو اللورد باسفيلد، وزير المستعمرات، ينفي في الكتاب الذي نشره في جريدة "التايمس" في 6 نوفمبر 1930، عزم الحكومة على وضع تشريع يحظر على الوكالة اليهودية والجمعيات اليهودية الاستمرار على سياستها المعروفة في الأراضي والاشغال، مع أن "الكتاب الأبيض" انتقد هذه السياسة بشدة، ونص على أنها مخالفة للمادة السادسة من "صك الانتداب".

         "ومهما كانت هذه الحجج منطقية (أي الحجج التي أدلى بها لتبرير هذه السياسة) من جهة الحركة الوطنية الصرفة، فيجب القول أنها لم تراع فيها أحكام المادة السادسة من "صك الانتداب" التي تشترط صراحة على حكومة فلسطين أن تضمن، عند تسهيلها المهاجرة اليهودية وحشد اليهود في الأراضي، عدم إلحاق أي ضرر بحقوق ووضعية الجماعات الأخرى".

         ولقد قال المستر ليونارد شتاين، بمناسبة كتاب اللورد باسفيلد المذكور في البيان الذي وضعه عن الوكالة اليهودية، ردا على "الكتاب الأبيض" أن الأمر لايخلو من وجهين: إما أن يكون "الكتاب الأبيض" قد افترى على مخالفة للمادة السادسة من "صك الانتداب" وإما أن تكون الحكومة الانكليزية مع اعترافها بمخالفة تلك السياسة "لصك الانتداب" تصر على الاشتراك مع الوكالة اليهودية على خرق أحكام هذا الصك واللجنة التنفيذية العربية تعتقد أن تلك السياسة مخالفة لا "لصك الانتداب" فقط، بل لجميع مباديء الحقوق والأخلاق العامة.

         56 - وقد نشر اللورد باسفيلد في جريدة "رينولدزنيوز" المصورة تفسيرا لما جاء في "الكتاب الأبيض" عن مسألة تأثير المهاجرة اليهودية في البطالة، فقال إن ماعنته الحكومة الانكليزية من ذلك، هو أنه عند النظر في كل طلب للسماح بهجرة فريق من اليهود إلى فلسطين، بجب انعام النظر فيما إذا كان من شأن هذه الهجرة أن تزيد عدد العاطلين من العرب زيادة كبيرة أم لا.

         اننا نقدر منزلة اللورد باسفيلد العلمية حق قدرها. فهو لا يمكن أن يجهل أن تفسير كهذا، لايوافق النصوص والمباديء الواردة في "الكتاب الأبيض" في هذا

<24>