إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) من كتاب "المحاولة والخطأ"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 467 - 477"

الأمريكية في ذلك الوقت صدرت عن السياسة التي أعلنها الرئيس ويلسون برفضه المعاهدات السرية، ومع أن تسويات سايكس بيكو لم تكن معاهدة بالمعنى الكامل لكنها كانت تحمل الصيغة الرسمية التي تكفي لخلق الصعوبة الفذة في سبيل تقدمنا، وأن إعلان مباديء ولسون بشأن المعاهدات العلنية المتفق عليها، اضطر الدول الكبرى لوضع أوراقها على المائدة وهكذا ذبلت تسويات سايكس - بيكو أو المعاهدة شبه الرسمية وانطوت.

        ويستبين من كل ما مر أن أعمالنا كانت تنفذ بانسجام ونظام وكما قالت مسز داغديل بعبارة موجزة:

        "أصبحت الديبلوماسية الوطنية اليهودية في دور التكوين" ثم يرجع إلى الحديث عن ضرورة إصدار تصريح من الحكومة البريطانية فيقول في الصفحة 255 وما بعدها مايلي:

        وفي شهر يناير سنة 1917 ذهبت بصحبة سير رونالد ولورد روتشيلد لمقابلة بلفور وعرضنا عليه بوصفه وزيرا للخارجية أن الوقت حان لكي تصدر الحكومة البريطانية تصريحا نهائيا بالتأييد والتشجيع، وقد وعد بلفور أن يفعل هذا وطلب إلى أن أقدم له تصريحا نرضى عنه وسيحاول هو أن يقدمه لوزارة الحرب، وبينما كنت متغيبا في جبل طارق، أخذت اللجنة السياسية برئاسة سوكولوف على عاتقها وضع مسودة المشروع، وقد ابتكرت عدة صيغ له وبذلنا، كل العناية في أن لا تخرج الصياغة عن وجهة النظر العامة التي سادت الأعضاء الرئيسيين في الحكومة حول هذا الموضوع مدركين أننا يجب أن لا نغفل عن الأمور ليكمل بذلك شموله لجميع أجزائه وأن الصيغة التي وافقنا عليها والتي سلمها لورد روشيلد إلى بلفور باسمنا في 18 يوليو سنة 1917 تنص على ما يأتي:

        "إن حكومة صاحب الجلالة بعد أن قدرت أهداف المنظمة الصهيونية تقبل مبدأ الاعتراف بفلسطين كوطن قومي للشعب اليهودى وبحق الشعب اليهودي في أن ينشيء حياته الوطنية في ظل حماية ستؤسس حالما يعقد صلح بعد النتيجة الناجحة في الحرب.

        وتعتبر حكومة جلالته أن من الجوهري لتحقيق هذا المبدأ، منح حكم ذاتي داخلي للقومية اليهودية في فلسطين مع حرية الهجرة وتأسيس هيئة وطنية يهودية للاستعمار لإعادة الإنشاء والتقدم الاقتصادي في البلاد.

        وأن شروط وأشكال الحكم الذاتي الداخلي والترخيص لليهودية الوطنية بالاستعمار، يجب أن توضع بدقة وتفصيل حسب رأي حكومة جلالتة ويبت فيها مع ممثلين عن المنظمة الصهيونية".

        وفي السابع عشر من شهر أغسطس كان في استطاعتي أن أكتب إلى فيلكس فرانكفورتر الموجود في الولايات المتحدة بما يلي:

        "المشروع قدم إلى وزارة الخارجية ووفق عليه من قبلهم وقد سمعت البارحة أن رئيس الوزارة (لويد جورج) أقره".

        لقد بقي بالطبع أن تصادق عليه وزارة الحرب.

<8>