إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) من كتاب "المحاولة والخطأ"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 467 - 477"

لصالحنا. ومنذ سنة 1916 كان الموضوع بين أخذ ورد في وزارات أوربا. لقد أعطى السير ادوارد غراي بتعليماته للسير ادوارد بوكانان السفير البريطاني في روسيا لجس نبض الحكومة الروسية في مسألة الاستعمار اليهودي في فلسطين والحكومة الافرنسية أو على الأصح وزير الخارجية م. بيشون، أرسل البروفسور فيكتور كيلاؤم باخ إلى أمريكا ليؤكد ليهودها أنه في حالة انسلاخ أقاليم تركيا الآسيوية بعد الحرب ستحمي فرنسا وبريطانيا مصالح المستعمرات اليهودية في فلسطين، وربما كان من أهم الأدلة على خطورة موقف الحركة الصهيونية هو المسعى الذي قامت بة الامبراطورية الألمانية لاستغلاله لأغراضها الخاصة. فقد جرى اتصال بالزعماء الصهيونيين الألمان وطلب إليهم تقديم خدماتهم كوسطاء لمفاوضات سلمية، وكان جوابهم بأنهم سيقومون بجهد في هذا السبيل بشرط أن يصلهم تعهد كتابي من الحكومة الألمانية ينص على عقد صلح على أساس أن لا إلحاق ولا تعويضات (حدث هذا في وقت كان الجيش الألماني متفوقا) وقد نقلت أخبار هذه الخطوة سرا إلى سير رونالد جراهام وبعد أحاديث غامضة اسقط الألمان عرضهم.

       لقد آن الأوان إذا لاتخاذ اجراء مؤثر للضغط للحصول على وعد سياسي بشأن فلسطين من قبل الحكومة البريطانية، وحوالي آخر شهر يناير سنة 1917 قدمت مذكرة لسير ماركس سايكس أعدتها لجنتنا وعقدت معه عدة مؤتمرات. وكانت أول مذكرة قدمناها بصورة غير رسمية للحكومة البريطانية، إلا أنها في الحقيقة ذات أهمية خاصة بين المذكرات الأخرى، إنها تمثل جماعة من هواة بناء الدول جماعة من الشعب أقصوا منذ قرون عن هذا النوع من النشاط ولم يكن لأي منا خبرة في شئون الحكومة والاستعمار، ولم يكن لدينا خبراء موظفين نعتمد عليهم ولا تقاليد في الإدارة والخدمة العامة، ولا وسائل لتحصيل الضرائب ولا هيئة للعمال الذين يعملون في الأرض، لقد كنا صحفيين وعلماء وقانونيين وتجارا وفلاسفة، انتقلنا منذ جيل أو جيلين من الغيتو - إن صح ذلك - ولكن بالرغم من كل هذه الأمور ومع إلقاء نظرة على الماضي فقد توقعنا من تقديم المذكرة على ما يظهر تطورا سيقع.

       لقد سميت المذكرة "خلاصة برنامج لإعادة الاستعمار اليهودي لفلسطين يتفق وأماني الحركة الصهيونية، ومادة البرنامج الأولى تناولت بالبحث الاعتراف بالكيان الوطني:

       "يجب أن يعترف رسميا بالسكان اليهود في فلسطين (يعتبر النص أنه يعني كل السكان اليهود في الحاضر والمستقبل) من قبل الحكومة ذات الشأن كأمة يهودية ويجب أن يتمتعوا في البلاد بكامل الحقوق المدنية والوطنية والسياسية وتعترف الحكومة ذات الشأن بالرغبة والضرورة لإعادة الاستعمار اليهودي إلى فلسطين".

       والمادة الثانية وضعت مبدأ لا يقل بجوهره من الناحية العملية عن مبدأ الاعتراف من الناحية النظرية، وأن إنكار هذا المبدأ - وقد أنكر بالفعل - هو إنكار لجميع البرنامج.

       "ان الحكومة ذات الشأن يجب أن تمنح يهود البلدان الأخرى كامل الحق في الهجرة إلى فلسطين ويجب أن تمنح يهود فلسطين كل تسهيل للحصول على الجنسية فورا وكذلك شراء الأراضي".

       وان قسما من تاريخ جهودنا لبناء فلسطين منذ وعد بلفور هو تاريخ النضال للحصول على تطبيق المادتين السابقتين.

<3>