إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير عن حالة حقوق الإنسان في العراق
(مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 409- 424"

الرسمية من أن التركمان يعتبرون أقلية وأنهم يتمتعون بناء على ذلك بحق ممارسة جميع حقوقهم الثقافية، فإن حكومة العراق ترغمهم على التسجيل إما كأكراد أو كعرب، مما يحرم الأفراد من حقوقهم كطائفة تركمانية.

4 -   الانتهاكات التي تمس الشيعة
          118 -   تلقى المقرر الخاص معلومات كثيرة وذات أهمية تتعلق بما حدث بوجه خاص في أعقاب الانتفاضات التي وقعت في آذار/ مارس 1991. وتفيد بأنه تم القضاء على الثقافة التقليدية للشيعة الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان العراق. فالشيعة القاطنون في جنوب العراق هم من سلالة السكان الأصليين لما بين النهرين. ووصفت ثقافتهم، وبخاصة في مدنهم المقدسة، بأنها ثقافة بالغة الثراء.

          119 -   وفيما يتعلق بالانتهاكات التي تمس الجماعة ككل، فهناك أحداث معينة ذات أهمية. من ذلك مثلا سلب وتدنيس ضريح الإمام علي بالنجف في 23 آذار/ مارس 1991. وهذا الضريح مقدس عند الشيعة مثله مثل مكة لأنه يحتوي على قبر الإمام. وقيل إن جميع التحف التي كانت مختزنة في اثنتين من قاعات الضريح (المجوهرات والذهب والمخطوطات) قد استولى عليها الجيش العراقي. وعندما زار المقرر الخاص مقبرة وادي السلام الفسيحة التي يدفن فيها منذ أكثر من ألف عام حجاج الشيعة من بلدان بعيدة مثل الهند وأفغانستان، لاحظ بناء طريق عام فوق المقابر وهو عمل يدعى أنه يشكل عملا من أعمال التدنيس المتعمد؛ بدون استشارة زعماء الطائفة الدينية. هذا علاوة على أن جامعة الشيعة التي تعرف باسم الحوزة، التي أنشئت قبل ألف عام، قد أغلقت إلى جانب عدة مدارس أخرى خاصة ودينية في النجف، في الوقت الذي دمرت فيه مكتبات تحتوي على مخطوطات تشكل جزءا من التراث الإسلامي.

          120 -   وقد شنت الحكومة أيضا هجوما مدبرا على رجال الدين الشيعة. وانخفض عددهم . في النجف من ثمانية أو تسعة آلاف قبل عشرين عاما إلى ألفين بعد عشر سنوات من ذلك ثم إلى 800 قبل وقوع انتفاضات عام 1991. ويدعى أنهم أصبحوا جميعا في الوقت الراهن إما رهن الاعتقال أو مختفين لأن النظام البعثي يحاول القضاء على ثقافة الشيعة بالتخلص من زعمائهم التقليديين من فئة العلماء. وادعي أن العديد منهم قد قتلوا بالفعل. ومن بين الذين عذبوا وقتلوا آية الله باقر الصدر، وهو شاعر مرموق ومؤلف لمصنفات مشهورة في الفلسفة الإسلامية. ومن بين الذين لا يزالون رهن الرقابة المستمرة سماحة آية الله أبو القاسم الموسوي الخوئي البالغ من العمر 95 عاما مع بعض أفراد من أسرته وموظفين ورجال دين من المعلمين. ويقال إن آلاف العراقيين الآخرين في الجنوب قد لاقوا نفس مصير رجال الدين من اعتقال وسجن وتعذيب وإعدام. ويقدر عدد الدنين اعتقلوا في جنوب العراق بـ 000 150 شخص، منهم 000 15 من النجف وحده.

          121 -   وفي أعقاب الانتفاضات التي حدثت في آذار/ مارس 1991، ضرب ضريح الإمام الحسين في كربلاء بالقنابل وأصيب بأضرار بالغة ودنس. وزعم البعثيون بعد ذلك أن هذا كان من فعل المتمردين، علما بأنه ليس من المعقول أن يدنس الشيعة أقدس أضرحتهم بهذه الطريقة.

          122 -   وفي سامراء، ثالث مدن الشيعة المقدسة، استطاع المقرر الخاص أن يتثبت من أن مدرسة الشيعة الوحيدة فيها قد دمرت واختفت من الوجود. وتفيد المعلومات الواردة بأن ذلك قد حدث بعد بضعة أسابيع من الانتفاضات. وعلاوة على هذا التدمير، أفادت التقارير بأن جميع رجال الدين الشيعة في سامراء، وعددهم حوالي 48، قد اعتقلوا. وبالإضافة إلى ذلك، يقال إن أذان الشيعة بالدعوة إلى الصلاة، الذي أعيد التصريح به بطريقة محدودة في النجف وكربلاء، لا يزال محظورا في سامراء. شأنه شأن حداد شهر محرم على الإمام الحسين (الطقوس الدينية الرئيسية لجميع المسلمين الشيعة) منذ خمس سنوات.

          123 -   وعلاوة على ما سبق، يزعم أن تدابير الحكومة لانتهاك حقوق الشيعة الدينية والثقافية قد شملت ما يلي:
          (أ)   فرض قيود على الممارسة العلنية لطقوس الشيعة على نحو ما يوصي به زعماؤهم الدينيون؛
          (ب)   الاستيلاء على إدارة الأضرحة المقدسة من العلماء الشيعة؛
          (ج)   مراقبة وتهديد المصلين في مساجد وردهات الشيعة؛
          (د)   إغلاق كليات وجامعات الشيعة الدينية وحظر الحلقات الدينية إلا بموافقة رسمية؛
          (هـ)   تقييد حركات الزعماء والعلماء الدينيين داخل أراضي البلد ومن حيث السفر إلى الخارج على السواء؛
          (و)   شن عدة حملات "إعلامية" ضد النظام الشيعي باتهامه بالانحراف والزندقة؛
          (ز)   حظر أو فرض رقابة صارمة على نشر العديد من كتب الشيعة ومجلاتهم وكتيباتهم، بينما ترفض وحدات الحكومة للشؤون الدينية تشجيع نشر أي أعمال للشيعة معاصرة كانت أم من التراث؛
          (ح)   حظر بث أي برنامج إذاعي أو تلفزيوني ينطوي على محتوى شيعي؛
          (ط)   تنظيم حملة لحظر تطبيق قواعد المذهب الشيعي في مجال الأحوال الشخصية والأسرة كالزواج، والإرث، وما إلى ذلك؛
          (ي)   حظر الاتصال بين الشيعة خارج العراق والمجلس الأعلى للسلطة الدينية في مدينة النجف الأشرف؛
          (ك)   فرض قيود خاصة تمس من تبقى من الطلاب والعلماء الدينيين.

<13>