إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) برنامج الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المتصل بالعراق والكويت
والحدود بين العراق وتركيا وبين العراق وإيران (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 261-264"

البلدان والمدن الكبيرة، غير أن الحرب حرمت المدنيين، في أجزاء كثيرة من البلد، من الخدمات الصحية والإصحاحية الأساسية، والإمدادات من المياه النظيفة. ويهدد النقص في هذه الخدمات، مقرونا بسوء التغذية، حياة أشد الفئات ضعفا.

        4 -   وفي سنوات الرخاء، كانت محاصيل الأغذية في العراق تفي بنسبة 30 في المائة من مجموع الاحتياجات من الأغذية، وتغطي الاحتياجات المتبقية من الأغذية الواردات، التي تبلغ تكلفتها حوالي بليوني دولار من دولارات الولايات المتحدة. ونتيجة لفشل المحاصيل هذه السنة بسبب الحرب ونزوح السكان، سيحتاج الأمر إلى تقديم كميات إضافية هائلة من الأغذية من جانب المجتمع الدولي. وبدون تقديم المساعدة الزراعية، مثل البذور والآلات من أجل الاستعاضة عن الموجودات المفقودة، سيفشل أيضا محصول عام 1992. وإذا استحال استعمال الأرصدة المالية الحكومية لهذه الواردات، فستكون هناك بالفعل حاجة إلى مساعدة دولية هائلة يصل مجموعها إلى بلايين عديدة من الدولارات لتجنب حدوث مجاعة كبيرة.

        5 -   ومنذ أن وجهت الأمم المتحدة نداءيها في نيسان/ أبريل 1991، أدت عدة أحداث ومبادرات إلى ضرورة إعادة النظر في الأنشطة ذات الأولوية للشهور المقبلة. وفي أول مبادرة من هذه المبادرات، وحدت دول عديدة جهودها من أجل إنشاء منطقة أمن في شمال العراق. واضطلع بعمليات سوقية هائلة عن طريق التعبئة السريعة للموارد المالية والبشرية.

        6 -   وبعد ذلك، وقع المندوب التنفيذي للأمين العام، الأمير صدر الدين أغاخان، ووزير خارجية جمهورية العراق، في 18 نيسان/ أبريل 1991، على مذكرة تفاهم ترمي إلى تسهيل تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة والعودة الطوعية لهؤلاء الذين يرغبون في العودة إلى أماكن إقامتهم الأصلية. كذلك طلبت السلطات العراقية والدول الأعضاء المعنية على السواء من الأمم المتحدة أن تتولى شؤون المخيمات التي أنشئت على نحو ثنائي. وجنبا إلى جنب مع هذه الأحداث، جرت مفاوضات في بغداد بين رئيس العراق والقيادة الكردية. ويجري أيضا استكشاف مختلف المقترحات المتصلة بالأمن في المنطقة، بما في ذلك إعادة نشر موظفي الأمم المتحدة.

        7 -   ومع تطور الأحداث، وإنشاء أول مركز من مراكز الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في شمالي العراق، اكتسب أول تحرك للعودة الطوعية من الحدود التركية والإيرانية قوة دافعة. وبحلول 14 أيار/ مايو، كان قد غادر عدد يقدر بـ 000 200 شخص الحدود العراقية التركية، بالإضافة إلى... 5 آخرين كانوا يغادرون المخيمات في إيران كل يوم. وتشير بعض التقديرات إلى أنه من المحتمل أن يكون 000 300 شخص قد عادوا بالفعل إلى العراق أو في طريقهم إلى العراق.

        8 -   ونظرا لسرعة التطورات والشاغل الأكبر لدى اللاجئين بشأن ضمان سلامتهم عند عودتهم إلى العراق، من الصعب التنبؤ بالنمط العام لعودة اللاجئين العراقيين إلى وطنهم. وعلى الرغم من أنه لا يمكن تقديم هذه الضمانات المتعلقة بالسلامة في هذه المرحلة من الزمن، من الواضح أن الآمال قد بعثت في نفوس كثير من اللاجئين. وثمة عوامل أخرى، مثل الاعتبارات الاقتصادية والبدء الوشيك للحصاد في العراق، يعتقد أيضا أن تكون حوافز قوية لعودة اللاجئين بسرعة إلى وطنهم. وسيكون أيضا لمقدم الخريف والشتاء القاسي الذي يتلوه أثر قوي على أعداد الذين يقررون العودة إلي وطنهم.

        9 -   وفي حين أنه من السابق لأوانه افتراض أن العودة التلقائية إلى الوطن التي حدثت تعني أن هناك حلا حاضرا، فإنه لا يمكن استبعاد عودة أعداد كبيرة من الناس إلى وطنهم خلال مهلة قصيرة. ويمتلك 50 في المائة من اللاجئين الذين فروا إلى إيران سيارات، وبذلك يمكنهم العودة بكل سهولة وسرعة. وتدل المؤشرات الأولية الواردة من المخيمات على أن ما يصل إلى نصف اللاجئين الذين يبلغ عددهم 1.3 مليون شخص في إيران ومعظم اللاجئين المتبقين على الحدود العراقية التركية وعددهم 000 200 يفكرون في العودة إلى الوطن.

        10 -   وتضطلع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمسؤولية الرئيسية عن تسهيل العودة الطوعية إلى الوطن. ونظرا للظروف السائدة، توسع المفوضية بسرعة دورها التقليدي المتمثل في توفير آخر المعلومات إلى اللاجئين بشأن الظروف السائدة داخل العراق. وضمان كون عودتهم طوعية خالصة. ويجب أن تتم هذه العودة بسلامة وكرامة، مع تقديم المساعدة الكافية في الطريق وفي مناطق إقامتهم الأصلية.

        11 -   ولضمان سلامة ورفاهية اللاجئين الذين لا يرغبون في العودة إلى وطنهم. فورا على الأقل، يجب إنشاء مواقع جديدة أو تحسين المخيمات القائمة تحسينا كبيرا لتوفير ظروف أفضل للإقامة المؤقتة. ولأغراض التخطيط، يقدر أن أعدادا كبيرة من اللاجئين يمكن أن تظل في إيران وأن ما بين 000 20 و 000 50 شخص يمكن أن يظلوا على الحدود العراقية التركية. والأنشطة التي يجب الاضطلاع بها دون تأخير هي تحديد المواقع الجديدة أو تحسين المواقع القائمة. ومن الضروري أيضا توفير أماكن إيواء إضافية، وتوفير إمدادات المياه المأمونة ، وخدمات التصحاح بالإضافة إلى أغذية تكميلية لمواجهة حالة سوء التغذية لدى كثير من الأمهات والأطفال. ويجب أيضا الاضطلاع ببرامج معجلة للتحصين لحماية الأمهات والأطفال من الأمراض الفتاكة المنتشرة.

        12 -   وبسبب العدد الكبير من اللاجئين العائدين إلى العراق، وتدهور الأحوال في بعض أجزاء البلد، يجب توسيع نطاق المساعدة الطارئة في العراق لتلبية احتياجات اللاجئين العائدين، وتجنب وقوع كوارث جديدة. وتظهر بالفعل حالات تفشي الكوليرا في بعض المناطق. وفي الجنوب الذي يثير قلقا خاصا، أدى نظام حصص الإعاشة القاسي، وعدم وجود خدمات صحية ومرافق صحية إلى زيادة سوء التغذية واحتمال انتشار الأوبئة الرئيسية. وإن محنة النساء والمواليد الجدد خطيرة بصفة خاصة. وإذا سمح للحالة بالتدهور، يخشى أن يصبح حدوث مزيد من الهجرة من الجنوب أمرا لا مفر منه. وتتمثل تدخلات الطوارئ اللازمة للفئات الضعيفة في توفير الخدمات الصحية، و المياه، والرعاية الطبية، و المرافق الصحية، والأغذية العالية البروتين للرضع والأمهات، إذ إن كثيرات منهن توقفن عن الإرضاع بسبب ما يعانينه من سوء التغذية.

        13 -   ويجري الآن إنشاء خمسة مكاتب فرعية للأمم المتحدة في عواصم المحافظات في البصرة، والموصل، ودهوك، وأربيل، والسليمانية، كخطوة أولى في القيام التدريجي بتولي شؤون مركز العبور في زاخو ومخيمات اللاجئين الواقعة على

<3>