إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير إلى الأمين العام من بعثة الأمم المتحدة لتقييم مدى وطبيعة
الأضرار التي لحقت بالهياكل الأساسية للكويت أثناء الاحتلال العراقي (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 227-245"

        82 -   ومن الصعوبة بمكان إثبات العدد الصحيح للآبارالمصابة بأضرار نظرا لأن عددا من المناطق لا يعتبر الدخول إليه آمنا بسبب الألغام والمعدات الحربية. بيد أنه إذا ما أخذت الحالة في حقلي المقوع والأحمدي (وكلاهما قامت البعثة بمسحه بالطائرة العمودية وهما يقعان في حفل برقان الكبير) كمؤشر، فإن خمسة آبار فقط من بين 239 بئرا كانت خالية من الأضرار. وفضلا عن ذلك، وبما أن النيران مستمرة في الاشتعال بدون السيطرة عليها، فإن ضررا كبيرا قد يلحق بالخزانات الجوفية. وينتج عدد من الآبار فعلا الماء المخلوط بالنفط والغاز، محولا الدخان من سناج أسود إلى خليط رمادي من السناج والبخار. وقد تتحول الآبار التي تعرضت لهذه العملية إلى آبار عديمة النفع من حيث الإنتاج في المستقبل، وقد تكون هناك حاجة إلى حفر آبار بديلة، أو استخدام تقنيات الحفر الإصلاحي المكلفة أو أنواع أخرى من الإصلاح لاستخراج النفط. وعلاوة على ذلك، يقل أيضا الضغط في الخزانات الجوفية، مما ينال بالتالي من السهولة التي يتم بها إنتاج النفط حاليا إلى حد كبير.

        83 -   ولتحديد مدى الضرر الذي أصاب الخزانات الأرضية، يتعين تطوير نماذج محاكاة. ولحسن الحظ تم في الماضي صنع هذه النماذج لكل حقول النفط التابعة لشركة نفط الكويت. ويبدو أنه يمكن تكييفها بسهولة من أجل تحليل المشاكل الإنتاجية الراهنة التي قد توجد بالآبار. وفي حالة الآبار التي يتعين إحلالها بسبب ما لحق بها من ضرر غير قابل للإصلاح، فإن متوسط تكلفة إصلاح بئر ضحل بالكامل (400 3 - 000 9 قدم) سيصل إلى 1.5 مليون دولار وبالنسبة لبئر أعمق (000 9 - 000 15 قدم) إلى خمسة ملايين دولار. ومعظم الآبار في حقلي برقان الكبير والوفرة هي آبار ضحلة، يتراوح عمقها من 400 3 إلى 700 4 قدم، في حين أنه يتراوح في الآبار الشمالية والغربية بين 500 7 و 000 11 قدم.

        84 -   وفي الوقت نفسه هناك 681 بئرا (550 في منطقة الوفرة و 131 في المناطق الثلاث الأخرى) ومحطات تجميع سليمة جوهريا ويمكن إدخالها في تيار الإنتاج سريعا إلى حد ما، وبالتالي يكون في الإمكان إنتاج ما مقداره 000 50 برميل يوميا خلال شهرين وما يصل إلى 000 150 برميل يوميا خلال ستة أشهر. ويتوقف تحقيق معدلات الإنتاج هذه على إزالة اختناقات التكرير والتسويق الأخرى بعد مرحلة الإنتاج من الآبار، ولكنها بالطبع أدنى بكثير من تلك المعدلات التي كانت سائدة قبل الاحتلال.

        85 -   وقد أصيبت المنشآت الواقعة في رأس خط الإنتاج لشركة نفط الكويت، التي تتألف من 26 محطة تجميع (عدا محطة رئيسية واحدة و 23 محطة فرعية في الوفرة)، والتي تفصل النفط عن الغاز في مناطق الآبار، بأضرار شديدة أو دمرت. ومن بين المحطات الست والعشرين، التي تبلغ تكلفة كل منها نحو 200 مليون دولار، يمكن التأكد من حالة النصف فقط نظرا لأن الدخان والنيران والألغام والذخائر الحربية تعوق الزيارات على الأقدام أو عمليات المسح بالطائرة العمودية. وقد تبين أن ثماني من الـ 13 محطة التي جرى مسحها مصابة بأضرار شديدة؛ ويمكن اعتبار واحدة من هذه المحطات، وتقع بالقرب من أعلى نقطة في حقل برقان الكبير، حيث تعتبر أحوال الدخان والنيران جهنمية، ممثلة للمحطات السبع الأخريات، وبذلك يبلغ مجموع المحطات التي من المحتمل أن تكون قد أصيبت بأضرار شديدة 15 محطة. ومن بين المحطات الخمس الباقية التي تمت زيارتها، تخرج ثلاث منها عن نطاق العمل لأن صهاريجها أو غرف المراقبة فيها قد دمرت؛ وفي إحدى المحطات، كانت النيران تشتعل في أحد الصهاريج، والآخر مصاب بضرر طفيف. وبصفة عامة، يبدو أن هناك على الأقل كحد أدنى من 31 إلى 58 في المائة من المحطات مصابة بأضرار شديدة (بخسارة إجمالية تتراوح بين 1.6 بليون دولار و 3 بلايين دولار) و 12 في المائة لا يمكن تشغيلها.

        86 -   وأوضحت المعاينة التي قامت بها البعثة أن المنشآت الواقعة أسفل خط الإنتاج لشركة نفط الكويت قد أصيبت أيضا بأضرار شديدة. وهي تتألف من مشعبات مختلفة، وحظيرتين للصهاريج (في الشمال والجنوب)، وخطوط أنابيب موصلة إلى المصافي ومنشآت التفريغ، وكذلك منشآت تصدير الخام.

        87 -   وقد أصيب مشعب الخلط المركزي بأضرار شديدة ولكن مشعبات الملء لحظيرتي الصهاريج الجنوبية والشمالية سليمة. ويعتبر الضرر الذي أصاب حظيرتي الصهاريج جسيما. ومن بين 35 صهريجا تضمها حظيرة الصهاريج الجنوبية، بسعة تخزين إجمالية تبلغ ستة ملايين برميل، دمر 14 صهريجا وأصيب اثنان بأضرار، أي بخسارة في السعة تبلغ نحو 3.3 مليون برميل، أو 55 في المائة. وتستخدم حظيرة الصهاريج الجنوبية في الغالب لخدمة المصافي ولكنها متصلة أيضا بحظيرة الصهاريج الشمالية ومنشآت تصدير الخام من خلال مشعب فرعي. ومن بين الـ 24 صهريجا التي تضمها حظيرة الصهاريج الشمالية، بسعة تخزين إجمالية تبلغ ثمانية ملايين برميل، دمرت ثمانية صهاريج وأصيب صهريج واحد بأضرار، بخسارة في السعة تبلغ نحو 3.7 مليون برميل، أو 46 في المائة. وتخصص حظيرة الصهاريج الشمالية أساسا لتفريغ الخام من أجل التصدير. ويقال إن مشعبي التحميل، اللذين يقعان بعد حظيرتي الصهاريج. قد دمرهما القذف الدقيق للحلفاء في محاولة لوقف تدفق كميات كبيرة من النفط الخام الذي كان يجري تسريبه إلى الخليج الفارسي.

        88 -   ويتضح مما سبق أن عمليات شركة نفط الكويت قد خنقت: فلا يمكن لأي نفط أن يدخل في شبكتها ولا يمكن لأي نفط، حتى إذا توافر، أن يخرج منها. وقد زادت خطورة هذا الخنق بسبب الدمار الحاصل في منشآت تصدير الخام. ومما يزيد الأمر سوءا أن الوقت المطلوب للإصلاح سيطول نظرا لأن معظم موظفي شركة نفط الكويت قد فروا من الكويت خلال الاحتلال،

<9>