إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تقرير إلى الأمين العام من بعثة الأمم المتحدة لتقييم مدى وطبيعة
الأضرار التي لحقت بالهياكل الأساسية للكويت أثناء الاحتلال العراقي (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 227-245"

حقول النفط أن تلامس الأرض أو تكاد، ويتوقف هذا على اتجاه الرياح. ولكن في الأحوال العادية، ترتفع الحدود السفلي لسحب الدخان فوق مدينة الكويت ما بين حوالي 70 و 150 مترا فوق سطح الأرض. ويزداد ارتفاع سحب الدخان بالتدريج مع الابتعاد عن مصدر الانبعاثات. وبوجه عام، واستنادا إلى ملاحظات لا تقوم على قياس، يبدو أن السحب الدخانية فوق منطقة الخليج الوسطى يرتفع أسفلها مسافة حوالي 300 1 متر وعاليها مسافة حوالي 500 2 متر. ولقد شوهدت طبقات الدخان المنبعثة من حرائق الكويت في البحرين وفوق جمهورية إيران الإسلامية، وذلك حسب اتجاه الرياح. وفي النهاية، ستتبعثر سحب الدخان بفعل الطقس، حيث تسقط الجسيمات أو تغسلها مياه الأمطار. ومن الضروري رسم صورة مفصلة بواسطة طائرة أبحاث مجهزة بمعدات خاصة لتحديد شكل السحب الدخانية والعناصر التي تتكون منها.

        146 -   وتوحي الملاحظات الأرضية بأن العناصر المرئية في الانبعاثات لم تصعد إلى طبقات الجو العليا. وقد يكون هذا لأن حرائق النفط ليست متجاورة بما يكفي لتوليد ظاهرة العاصفة النارية، التي كان يمكن أن تحمل معها جسيمات إلى طبقات الجو العليا. وفي 24 آذار/ مارس 1991، شوهدت ثماني حرائق في حقل برقان الكبير وهي تهب باتجاه بعضها البعض لتشكل ما كان يمكن أن يصبح بداية لعاصفة نارية، بيد أن هذه الظاهرة لم تستمر سوى برهة قصيرة من الوقت. كما يبدو أن كبر حجم الجسيمات نسبيا قد يكون عاملا محددا للارتفاع الذي تبلغه. ولذلك، يحتمل أن يكون من المستبعد حدوث ظواهر تغير في المناخ العالمي بالحجم الذي توقعه بعض العلماء.

        147 -   والأرجح أن تبقى الآثار المناخية محصورة بالمنطقة، وفي الكويت على وجه التحديد، حيث ظواهر الدرع الشمسي التي تنتجها السحب الدخانية أوضح ما تكون. وعندما تصل سحب الدخان إلى غاية الكثافة، فإن أشعة الشمس لا تخترقها ولذلك لا تكون قادرة على تسخين الأرض بالشكل الطبيعي. ومما يذكر أن مناطق الصحراء الرملية لا تحتفظ بالحرارة مدة طويلة، ولذلك تؤدي بضعة أيام من الغطاء الدخاني الكثيف إلى برودة محلية ملموسة تحت السحابة - وربما بلغت 10 درجات مئوية أو أكثر. وهذه ظاهرة مؤقتة، وعندما تبتعد سحابة الدخان عن المنطقة، تسخن الأرض ثانية وترتفع درجة حرارة الهواء في النهاية. وتشير السلطات الكويتية إلى أن انخفاض درجة حرارة الهواء محليا قد يكون السبب في تأخر بدء تفتح أزهار الربيع في مناطق كثيرة فترة قد تصل إلى أربعة أسابيع. بيد أنه لا يوجد دليل كمي على هذا، ولا يزال من الممكن أن يكون التأخر الفصلي هذا واقعا ضمن تفاوتات الطبيعة.

        148 -   وقد تساقطت الجسيمات الناجمة عن الحرائق فوق مناطق واسعة من البر والبحر على حد سواء. ففي الخليج الفارسي، وحسب الدراسة الاستقصائية التي قامت بها البعثة، تشكل تلك الجسيمات طبقة سطحية تسوقها الرياح والتيارات في أشكال حلزونية وأشرطة طول كل منها كيلومتر، تشبه البقع الناجمة عن انسكاب النفط. أما آثار وعواقب هذه الترسبات الكربونية على البحر فهي غير معروفة. وأما في البر، فإن هذه الجسيمات تغطي سطح الأرض والنباتات. وعلى مقربة من حقول النفط. يمتزج هذا بالنفط غير المشتعل الصادر عن الآبار كرذاذ ناعم.

        149 -   ولا يعرف حتى الآن أي شيء عن تركيب هذه الجسيمات. فقد جمعت العينات غير أن عمليات التحليل لم تنجز بعد. ولذلك، ليس في الإمكان التعليق على العواقب الصحية والبيئية التي يرجح أن تتركها هذه الترسبات.

        150 -   كما أن العواقب الطويلة الأجل لهذه الترسبات السطحية غير معروفة، بما في ذلك آثارها على نوعية المياه الجوفية وعلى طبقة البذور في التربة؛ ومن المحتمل أن تساعد في تحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء.

3 -   النفط الخام على سطح اليابسة

        151 -   أخذ عدد من الآبار المشتعلة ينطفئ بشكل طبيعي عن طريق عملية خبو النيران (انظر الفقرة 138 أعلاه). ومن المعتقد حاليا أن ما بين حوالي 30 و 40 بئرا في الحقول الوسطى والشمالية قد انطفأت بالفعل تلقائيا؛ وقد زارت البعثة ثلاثة من هذه الآبار في حقل مقوع. وظلت هذه الآبار تتدفق وتصب كميات كبيرة من النفط الخام على الأرض، بعد انطفاء النيران فيها ببعض الوقت، وقد ازداد تدفق النفط الخام هذا بشكل كبير في الأسبوعين الأخيرين من آذار/ مارس 1991. ونتيجة لذلك يوجد الآن بحيرات كبيرة من النفط الخام.

        152 -   وتسد الطرق سيول عميقة من النفط يبلغ عرضها 70 مترا. وفي كل مكان تتدفق أنهار النفط من الآبار نحو بحيرات نفطية تشكلت حديثا. ولاحظت البعثة تحات الأرض بسبب النفط حيث حفرت أنهار النفط أخاديد في التربة - وهذه ظاهرة قد تكون فريدة في نوعها في الملاحظة البيئية. ولأن الصرف الطبيعي للأرض يتجه نحو الشاطئ تتخذ خطوات لوقف تدفق الكميات الهائلة من النفط السطحي إلى الخليج الفارسي. ولذلك يقوم المهندسون ببناء سدود ترابية في عرض الأودية لتكوين بحيرات نفطية جديدة ولحماية الطرق من الفيضان النفطي. وجرت محاولات، بنجاح محدود، لإعادة إشعال الآبار التي انطفأت بغية خفض مستوى الفيضان النفطي. وتشير التقديرات إلى أنه يمكن أن يدخل الخليج الفارسي من هذا الفيضان 000 60 برميل في اليوم من الحقول الوسطى و 000 20 برميل في اليوم من الحقول الشمالية. وعلى الرغم من أن هذا كان يشكل خطرا في وقت من الأوقات، فإنه لم يعد يعتبر تهديدا حقيقيا بسبب نجاح سياسة الاحتواء عن طريق استخدام السدود الترابية وقد بدئ بتغطية الآبار المتدفقة، مما أدى إلى خفض مستوى التدفق النفطي.

        153 -   وسوف يتعين سحب النفط الموجود على سطح الأرض في معظم المناطق عن طريق الضخ، أو الغرف أو الوسائل الأخرى واحتجازه في مناطق تجميع خاصة إلى أن يتم

<11>