(تابع) تقرير إلى الأمين العام من بعثة الأمم المتحدة لتقييم مدى وطبيعة
الأضرار التي لحقت بالهياكل الأساسية للكويت أثناء الاحتلال العراقي (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 227-245"

تاركين قوة عاملة صغيرة تبلغ نحو 1400 شخص، أو 28 في المائة فقط من معدلها المعتاد.

...

رابعا - البيئة

ألف - آبار النفط

1 -   الحرائق المشتعلة

        136 -   وردت التقارير الأولى عن مرافق النفط المشتعلة في الكويت في أواخر كانون الثاني/ يناير، عندما أضرمت النار في منشآت النفط في حقل نفط الوفرة. وتوحي تقارير الأنباء اللاحقة بأن النار قد أشعلت في حوالي 150 بئرا قبيل بدء الحرب البرية. وتبعت ذلك أنباء بأن النار قد أضرمت فيما بين 500 و 600 بئر.

        137 -   ويمثل إضرام النار المتعمد في حقول النفط أكثر مشاكل الكويت البيئية إلحاحا اليوم. فأي شيء آخر يبدو إزاءها غير ذي شأن. إذ لم يسبق أن حدث في التاريخ ما يشبه ذلك. كما أن إشعال حقول النفط والآثار البيئية المترتبة على هذا الاشتعال هي نتيجة مباشرة لاحتلال العراق للكويت.

        138 -   وذكرت التقارير أن المسؤولين في شركة نفط الكويت قد توصلوا إلى نتيجة مفادها أن الجنود العراقيين كانوا قد وضعوا متفجرات حول فوهة كل بئر من آبار النفط في البلد بعد الغزو مباشرة، لكنهم لم يُعدوا أو يُفجروا الشحنات المتفجرة إلا قبل بدء الحلفاء هجومهم البري في 24 شباط/ فبراير 1991 بيومين أو ثلاثة. ولا يزال عدد آبار النفط المشتعلة غير معروف رسميا، بيد أن هذا العدد قد يصل في تقدير البعثة إلى حوالي 700 بئر كحد أقصى. وقد بدأت النيران تخبو وتنطفئ في بعض هذه الآبار، في حين يقوم رجال الإطفاء بإخماد بعضها الآخر. وبئر النفط المشتعل يخبو عندما يكون احتراق النفط أسرع من تجدده من طبقات النفط المحيطة بالبئر. وهذا ما يسمح للماء الأقل لزوجة في الطبقات الدنيا بالتحرك إلى الصخور الواقعة تحت مأخذ البئر والصعود في الأنبوب. ومزيج من الماء والنفط لا يشتعل بشكل صحيح. مما يؤدي إلى انطفاء اللهب. ولا يمكن للبئر الخابية أن تنتج من جديد، ولا بد من حفر البئر ثانية للوصول إلى نقطة تقع دون مصدر الماء. وهذه الظاهرة تعني أن نمط تدفق النفط يتغير مع تناقص عدد آبار النفط المشتعلة تدريجيا، في حين يزداد عدد الآبار التي يتدفق منها النفط غير المشتعل. ويؤدي هذا بالتالي إلى إطلاق المزيد من النفط فوق سطح الأرض.

        139 -   وتتباين تقديرات كمية النفط المحترقة كل يوم، بيد أنه من المعتقد بوجه عام أنها تتراوح بين مليوني وستة ملايين برميل يوميا.

        140 -   ويولِّد كل بئر نفط في الكويت سحابة انبعاثات خاصة به، تتألف بشكل رئيسي من جسيمات (بما فيها السُخام) وغازات الاحتراق. وهناك، عمليا، ثلاث سحب رئيسية من الدخان - سحابة جنوبية وسحابة وسطى وسحابة شمالية - أكبرها وأكثفها السحابة الوسطى، المتولدة عن حقول الأحمدي ومقوع وبرقان الكبير. وعلى الرغم من أن الآبار متجاورة، يبدو أن كل حريق له طابع فردي خاص - وهذه صفة يعرفها رجال إطفاء حرائق الآبار- يعكس الظروف المختلفة عند نقطة دخول النفط في البئر، ويؤدي إلى تباين الانبعاثات الدخانية والغازية.

        141 -   وحتى نهاية آذار/ مارس 1991، لم يكن هناك سوى القليل من المعلومات الواقعية عن طبيعة وتركيب الانبعاثات التي تنفثها آبار النفط المشتعلة إلى الغلاف الجوي.

2 -   الانبعاثات الغازية والجسمية

        142 -   أعيدت الكهرباء إلى أجزاء من مدينة الكويت في 26 آذار/ مارس 1991 مما مكن إحدى المحطات الثابتة الثلاث لأخذ عينات الهواء الجوي، التي تديرها وزارة حماية البيئة الكويتية التي بقيت سالمة رغم الاحتلال، من العمل ثانية. وبمجرد إنجاز اختبارات المعايرة، سيكون في وسع هذه المحطة تقديم بيانات موثوقة عن النوعية الغازية للهواء في مدينة الكويت.

        143 -   ولم تجر قياسات تذكر لتركيب الهواء الجوي في الكويت، من أي نوع كانت، منذ الاحتلال. وقد قام فريق تابع لوكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة بقياس مستويات سلفات الهيدروجين وثاني أكسيد الكبريت خلال الأسبوع الذي يبدأ يوم 11 آذار/ مارس في حقول نفط الروضتين ومقوع والأحمدي وبرقان الكبير. وقد دلت عمليات القياس هذه على مستويات منخفضة لكلا الغازين. وإذا ما بقي ثاني أكسيد الكبريت في مستواه الحالي المنخفض، فلا يحتمل أن يصبح المطر الحمضي مشكله. وتوحي القياسات الأولية لمجمل الهيدروكربونات في الهواء بأن مستوى هذه العناصر مرتفع. وليس في الإمكان حتى الآن إعطاء معلومات عن فصائل الهيدروكربونات بشكل إفرادي. كما أنه لم تجر حتى الآن عمليات تحليل لتركيب الجسيمات المنبعثة، وخاصة فيما يتعلق بالمعادن الثقيلة مثل النيكل والفناديوم، الموجودة في نفط الكويت الخام.

        144 -   ولا تعتقد الأوساط الطبية في الكويت بوجود مشكلة بيئية خطيرة في الوقت الحاضر نتيجة لانبعاثات الآبار. بيد أنه نظرا لضآلة المعلومات الحقيقية المتوافرة، ينصح بالتزام الحذر حتى القيام بدراسة من الجو لأعمدة الدخان، وحتى استئناف العمل في برنامج منتظم لمراقبة الهواء من الأرض.

        145 -   وكما ورد في الفقرة 140 أعلاه، هناك ثلاث سحب رئيسية من الدخان؛ كل واحدة منها ضيقة نسبيا. ففي 24 آذار/ مارس، بلغ اتساع سحابة الدخان المنبعثة من حقل مقوع 5 كيلومترات عند عبورها الساحل متأثرة بالرياح الجنوبية، وبلغ اتساع السحابة السوداء الكثيفة المنبعثة من حقلي الأحمدي وبرقان الكبير حوالي 15 كيلومترا بشكل إجمالي، في حين بلغ اتساع نواتها الداخلية الحالكة السواد حوالي 5 كيلومترات. وكان من شأن هذه النواة السوداء حجب الشمس تماما، مما جعل الضحى يبدو كمنتصف الليل. ويمكن لسحابة الانبعاثات فوق

<10>