إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) برنامج الأمم المتحدة الإنساني الموحد المشترك بين الوكالات في العراق
للفترة من أبريل 1995 إلى مارس 1996 (مقتطف)
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 747 - 749"

في العراق)، و147 موظفا دوليا تابعا للمنظمات غير الحكومية يعملون في العراق.

استراتيجية البرنامج
الغاية من هذا النداء هي حفظ صحة السكان العراقيين باعتبارها محط التركيز الرئيسي للمساعدة الإنسانية، وتمثل الأولوية العليا بين أولويات التمويل الذي يقدمه المانحون. وتشكل أموال النداء، ومجموعها يناهز 183 مليون دولار، تقديرا في منتهى التحفظ، لا يتناول إلا الاحتياجات الأساسية التي يلزم تلبيتها لتحقيق هذا الهدف. وهي تشمل نحو 130 مليون دولار لبرامج وكالات الأمم المتحدة، و 53 مليون دولار لأنشطة المنظمات غير الحكومية. ويجدر بالتأكيد أن احتياجات البلد هائلة ولا يمكن تلبيتها بواسطة برامج المساعدة الإنسانية وحدها. إلا أن المبلغ الذي وجه نداء لتقديمه سيساهم في تخفيض معاناة جهات مستفيدة استهدفت على نحو انتقائي.

        والعناصر الرئيسية الثلاثة لحفظ الصحة هي نظافة المياه، وكفاية الأغذية والتغذية، وملاءمة الرعاية الصحية، وضمن ذلك تأمين التحصين والأدوية التي يمكن أن تنقذ من الموت. إلا أنه لا يمكن تأمين أغذية كافية للسكان الضعفاء دون أن تقدم إلى من يمارسون زراعة الكفاف مساهمات أساسية تعينهم على إنتاج الأغذية، ودون أن يعاد توطين الأسر وسائر المجموعات الضعيفة. ومساعدة "التشغيل الآلي " الوحيدة المتوخاة هي المساعدة في رش الآفات التي تغزو مزارع النخيل ومحاصيل القمح، أي المصادر الرئيسية للحبوب والطاقة التي تستطيع الفئات ذات الدخل الأدنى أن تدفع كلفتها.

        والتعليم، وهو حق أساسي لكل طفل، يعالج بواسطة إصلاح المدارس وتأمين لوازم التعليم الأساسية. أما المأوى، وإعادة التوطين، وإعادة تأهيل المجتمعات المحلية، فسيجري تناولها خصوصا. بمساعدة المنظمات غير الحكومية وبواسطة تشجيع وتعبئة المجتمعات المحلية في إطار مخططات المساعدة الذاتية.

        وبين الاحتياجات الملحة الأخرى تأمين قطع الغيار وسائر المدخلات اللازمة للزراعة الأساسية، وإصلاح شبكات الري، ومنشآت معالجة المياه والمجاري، والمستشفيات، والمدارس، والإمداد بالطاقة، وصيانة الطرق، ونزع الألغام.

        وسيكون قوام المساعدة الإنسانية التي ستؤمن لشمال العراق: الإغاثة الغذائية المحدودة، والإمداد بالمياه النظيفة، والخدمات الصحية الأساسية، وإعادة التوطين، ومواد التعليم، ومدخلات الزراعة الأساسية والطب البيطري. وفيما يتصل بالجزأين الأوسط والجنوبي من البلد، اللذين حصل فيهما أشد تدهور في الحالة الإنسانية خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، لا يزال التركيز يجري على تقديم المساعدات الطارئة في المجالات التالية: الأغذية والتغذية، والخدمات الصحية والأساسية، ومواصلة الإمداد بالمياه النظيفة، وتقديم المساهمات التعليمية ومساهمات الزراعة الأساسية والطب البيطري.

        وممن يحتاجون، هم أيضا، احتياجا قويا إلى المساعدة في إطار النداء اللاجئون والعائدون والمشردون داخليا. وبينما ترصد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على حدة اعتمادات ميزانيتها الخاصة بمساعدة اللاجئين، تندرج المساعدة الغذائية اللازمة لـ 000 65 لاجئ ضمن برنامج الأغذية العالمي. وينظر في احتياجات المشردين داخليا ضمن إطار كل الأنشطة المقترحة الأخرى.

        ولا يزال الدور الإنساني الذي تؤديه المنظمات غير الحكومية، الدولية والوطنية، يشكل دورا هاما. وتعمل غالبية المنظمات غير الحكومية في شمال العراق. وقد أدرجت في هذا النداء اقتراحات مشاريع هامة وردت من الهيئة الدولية لتعاونية الإغاثة الأمريكية في كل مكان ومن لجنة أوكسفورد للتحرر من الجوع، وهي تتوخى دعم الأنشطة المضطلع بها في الجزأين الأوسط والجنوبي من البلد. ويتاح تنفيذ أنشطة المنظمات غير الحكومية من خلال ترتيبات تعاقدية تبرم مع وكالات الأمم المتحدة وبفضل منح مباشرة تقدمها الجهات المانحة.

        ثم أن اضطراب الحالة الأمنية لا يزال يبرر الإبقاء على ثلة حرس الأمم المتحدة في العراق. وما برح نشر هذه الثلة يشكل شرطا أساسيا لأمن وسلامة موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وللاضطلاع بالعمليات الإنسانية في شمال العراق.

        وستقتضي خطة تقليل حراس الأمم المتحدة زيادة تدريب موظفي الأمن المحليين، وهو تدريب تؤمنه الثلة، للاضطلاع بالأدوار الأمنية الحيوية المرتبطة بالبرنامج الإنساني.

        ولم يجر تحديد فترة البرنامج الحالي بعام واحد، وتقسيمها إلى فترتي ستة أشهر، إلا لأغراض التخطيط وحدها. فالفترة الأولى (نيسان/ أبريل - أيلول/ سبتمبر 1995) تركز على الاحتياجات الطارئة ذات الأولوية والمرتبطة بفصل الصيف، في حين أن الفترة الثانية (تشرين الأول/ أكتوبر 1995 - آذار/ مارس 1996) تنطوي على توجيه عام بشأن نوع الأنشطة اللازم الاضطلاع بها خلال أشهر الشتاء. إلا أن تمديد العمل بالبرنامج الإنساني لا يمس إمكان إنهاء البرنامج أو تمديده في أي وقت، رهنا بالحاجة إلى المساعدة الإنسانية وبوجود الموارد المالية اللازمة لتمويل هذه المساعدة، أو بالاستناد إلى سائر التطورات التي تؤثر في الحالة في العراق.


<3>