إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) التقرير الرابع للرئيس التنفيذي للجنة الخاصة للأمم المتحدة
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 504 - 517"

          4 -   من المتوقع أن تصل احتياجات التشغيل لعام 1993 إلى 55 مليون دولار تشمل النفقات التقديرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإزالة الوقود النووي المشعع من العراق وللتخلص منه بشكل نهائي.

التذييل الثاني
المسائل الأمنية

          1 -   إن أمن موظفي اللجنة الخاصة وممتلكاتها، كما هو ملاحظ في الفقرتين 8 و 11 (ز) من هذا التقرير، تدنى تدنيا حادا في فترة الأزمة للحيلولة دون الوصول إلى وزارة الزراعة. وفي حين أن الأحوال تحسنت نوعا ما بعد حل هذه المسألة، فقد كان الأمن يتردى كلما طرأت فترة توتر بين اللجنة الخاصة والسلطات العراقية. وفيما يلي خلاصة لأنواع الأحداث التي حصلت، لا فهرس مبوب لكل حادثة.

المظاهرات
          2 -   خلال فترة الأزمة في وزارة الزراعة، كانت تجري مظاهرات يومية تتزايد حجما ومعاداة. ومع أن المسؤولين العراقيين سعوا إلى تمرير هذه المظاهرات باعتبارها انفجارا تلقائيا لمشاعر الرأي العام، كان المتظاهرون يصلون بحافلات تابعة للحكومة، من إدارات الحكومة أحيانا، وكانوا يقذفون، في بعض الحالات، بثمار وخضروات زودتهم بها الحكومة. وفي الفترة المذكورة، تعاظم روح العداء لدى المتظاهرين، مع حرق الأعلام وإلقاء بعض المواد على المفتشين، وتعرض المفتشين لإهانات كلامية والسماح للمتظاهرين بالاقتراب إلى بضعة أقدام من المفتشين وسياراتهم. ووقعت حادثة واحدة حاول فيها شخص إحراق نفسه.

          3 -   وقد تواصلت المظاهرات ضد الأمم المتحدة بشكل عام واللجنة الخاصة بشكل خاص بصورة متقطعة بعدئذ. وكانت هذه المظاهرات منسقة مركزيا بما يكفي لتتمكن وزارة الإعلام من إخطار الصحفيين مسبقا بتوقيت كل منها ومكان حدوثها.

          4 -   وكان ثمة مظاهرة من نوع مختلف، قام فيها المتظاهرون بوضع مواد دعائية في غرف مفتشي اللجنة الخاصة للأمم المتحدة. ومن الواضح أن الوقوف على أرقام غرف المفتشين لم يكن ميسرا إلا لموظفي الفندق أو لموظفي أمن الدولة.

المضايقة
          5 -   اتخذت مضايقة موظفي لجنة الأمم المتحدة الخاصة عدة أشكال. فقد تلقى هؤلاء مكالمات هاتفية فاحشة ومزعجة، أو تخللها ترهيب ووعيد (بما في ذلك التهديد بالقتل أو بإلقاء قنابل وقنابل محرقة). وفي بعض الحالات، وجهت هذه المكالمات لكل عضو فرد من أعضاء فريق التفتيش بالترتيب الأبجدي. وهنا أيضا، نرى أن المعلومات اللازمة لإدارة هذه العملية ليست إلا في متناول موظفي الفندق أو الأمن.

          6 -   ومن أشكال المضايقة الأخرى شكل يقوم على دخول غرف المفتشين خطأ. وكانت محتويات الأدراج، في بعض الأحيان، ملقاة على الأرض؛ وفي أحيان أخرى، كانت تسرق بعض الحاجيات، مثل آلات التصوير أو النقود. وقد تعرض موظفو اللجنة الخاصة، أمام الجمهور، للدفع بالمناكب وللتهديد مع إساءة المعاملة البدنية، وللحرمان من الخدمات في المطاعم والمحلات التجارية، أو إلقاء المآكل والشراب عليهم عند تناولهم الطعام في مطاعم.

          7 -   وجرى أيضا الدخول إلى مكاتب اللجنة الخاصة في فندق شيراتون بدون استئذان، وسرق بعض المتاع، بما في ذلك حاسوب.

الاعتداءات المادية
          8 -   تعرضت ممتلكات اللجنة الخاصة للأمم المتحدة للضرر تكرارا: فقد طلست السيارات بالدهان؛ وحطمت الهوائيات؛ وسرقت أطر العجلات، أو جرى تنفيسها أو تمزيقها بالمدي أو نزعت صماماتها، وكسرت مصابيح السيارات ونوافذها وزجاجها الأمامي (إما ليلا أو في أثناء قيادة السيارات).

          9 -   وتعرض المفتشون للرشق بأنواع شتى من المواد: كالثمار والخضروات والبيض والحجارة والقوارير والمصابيح الكهربائية والنفايات والحبر والدهان والمازوت. وجرى الاعتداء عليهم بالقبضات والأحذية، وعند وزارة الزراعة، بسيخ في محاولة لطعن أحد المفتشين في أثناء قيامه بحراسة المخارج. وفي عدة حالات، حاول راكبو بعض السيارات أو الدراجات النارية صدم موظفي اللجنة الخاصة في أثناء عبورهم الطريق بين فندق فلسطين وفندق شيراتون.

الخاتمة
          10 -   إن العراق بلد يتمتع بتنظيم أمني هائل. وفي أثناء الأزمة في وزارة الزراعة، أدلى مسؤولون عراقيون ووكالات الأنباء ببيانات لا يمكن تأويلها إلا بكونها تصريحات نارية. ولم يبذل موظفو الأمن العراقيون إلا القليل، سواء لمنع هذه الأحداث أو للتحقيق فيها بعد وقوعها أو لاعتقال مرتكبيها. وجرى أحيانا تقديم طلبات لتحسين الأمن، ولكن الرد عليها كان، بشكل عام، تصريحات تقول إن العراق كان في كل حين، ولا يزال، يؤمن سلامة موظفي اللجنة. وكثيرا ما كان هذا الرد يستخدم حتى بعد وقوع الحدث بلحظات فقط.

          11 -   ونظرا إلى كل ما تقدم أعلاه، يصعب الاعتقاد بأن تدني الأمن ليس نتيجة حملة حكومية منسقة مركزيا، ترمي إلى ترهيب موظفي اللجنة الخاصة وتحقيرهم. ومع أن بعض الحوادث قد تكون تلقائية، فإن الأجواء التي قد يفكر المواطنون العراقيون فيها بالقيام بهذه الأعمال عزز تهيئتها مسؤولون عراقيون، وذلك - فيما يمكن افتراضه - بمساندة الحكومة؛ ولم يبذل أولئك المسؤولون سوى القليل لتصحيح الأوضاع.

<8>