إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



(تابع) رسالة مؤرخة 15 يوليه 1992 وموجهة إلى رئيس مجلس الأمن
من الأمين العام بشأن تنفيذ قرارات المجلس
"الأمم المتحدة، سلسلة الكتب الزرقاء، مج 9، ص 481 - 482"

يحرز بعد أي تقدم ملموس: فقد أكد منسق الأمم المتحدة من جديد على ضرورة التأكد من استمرار توفير المساعدة الإنسانية للفئات المعرضة للخطر في جميع أنحاء البلد عن طريق تمديد البرنامج المشترك بين الوكالات بناء على مذكرة التفاهم، الشاملة للمبادئ الأساسية المتمثلة في التوزيع المنصف للمساعدة الغوثية، وتوافر إمكانية الوصول غير المقيد إلى جميع أنحاء البلد، واستمرار وزع وحدة الحراسة. وأوضحت الحكومة موقفها المتمثل في أنه لم يعد هناك سبب لتمديد مذكرة التفاهم وأن وحدة الحراسة قد أتمت مهمتها وأصبحت غير لازمة.

         وعلى الرغم من الموقف الذي أعلنته الأمم المتحدة وهو أن العملية الإنسانية ينبغي أن تستمر في إطار "الترتيبات القائمة"، فإن التأشيرات وتصاريح السفر لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لم تجدد للشهر الحالي، خلافا للتأكيدات المتلقاة من وزارة الخارجية التي تفيد عكس ذلك. وقد أثر هذا بالتالي تأثيرا خطيرا على العمليات الإنسانية: فلا تزال منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الأغذية العالمي عاجزين عن نقل المواد الغوثية والمساعدات الغذائية بسبب الافتقار إلى الأوراق اللازمة. وعلاوة على ذلك، لم يرد تأكيد يفيد أن الأفراد الذين ستحل في الأيام القادمة نوبة عملهم في المجال الإنساني ستصدر لهم التأشيرات والتصاريح المناسبة.

         وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية تدهورت الحالة الأمنية تدهورا خطيرا. فقد وقع عدد من الحوادث كان من أخطرها إصابة اثنين من وحدة الحراسة التابعة للأمم المتحدة بفعل هجوم بقنبلة يدوية وقع على مسكنهم في محافظة أربيل. ووقع أكثر الحوادث الأمنية في المحافظات الشمالية، ولكن عدة حوادث وقعت في الأيام الأخيرة في بغداد. وفي 9 تموز/ يوليه 1992، أصدرت بيانا طالبت فيه بإيقاف تلك الحوادث على الفور وذكرت فيه أنني أتوقع التعاون التام من جانب السلطات العراقية في كفالة أمن أفراد الأمم المتحدة وسلامتهم.

         وقد مضيت في المناقشات مع حكومة العراق بهدف تمديد مذكرة التفاهم ومواصلة برنامج الأنشطة الإنسانية. ولم تصل هذه المناقشات حتى الآن إلى نتيحة حاسمة.

         ومن ثم فإن موجز القول هو أننا نشهد انعداما للتقدم في المفاوضات ونقصا في التعاون من جانب الحكومة من ناحية، وتدهورا في الأحوال الأمنية فيما يتعلق بأفراد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من ناحية أخرى. وبناء على ذلك، رأيت أن من المناسب أن أبلغ رئيس مجلس الأمن بتلك الحالة وبالآثار الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن هذه التطورات.

         وتفضلوا، سيادة الرئيس، بقبول أسمى آيات الاحترام.

(توقيع) بطرس بطرس غالى


<2>