إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) خطاب السيد فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 504 - 507 "

العالم، وقفنا من هذه الزيارة موقفا موضوعيا اقتضى منا ادانتها والوقوف ضدها، وذلك لمجموعة من الأسباب يمكن حصرها فيما يلي:

          1 - ان قرار الرئيس المصري، وباعترافه شخصيا، قد تم اتخاذه بمعزل عن استشارة قادة العرب، بمن فيهم قوى المجابهة للصراع العربي - الإسرائيلي وشركاء حرب تشرين [ الأول  (أكتوبر) ] في كل من سورية ومنظمة التحرير الفلسطينية. والكل يعلم ان لمثل هذا القرار من الخطورة والأهمية المصيرية ما يفرض التشاور والاتفاق المسبق، علاوة على ان تلك الخطوة تشكل خروجا عن الإجماع العربي، وتحديا لقرارات القمة العربية في الجزائر والرباط والقاهرة؛

          2 - ان مجرد الذهاب الى إسرائيل على الشكل الذي تمت فيه تلك الزيارة، يعني الاعتراف بإسرائيل في وقت حجبت فيه امتنا العربية هذا الاعتراف، وذلك بسبب عدم اعتراف إسرائيل بل وانتهاكها للسيادة العربية والأرض العربية والحقوق العربية، بما في ذلك أراض وحقوق شعب فلسطين؛

          3 - ويزيد من هول هذا الخطأ القومي ان وقوف الرئيس، المصري في الكنيست الإسرائيلي كان بمثابة ايحاء بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، في الوقت الذي رفضت فيه الأمم المتحدة مثل هذا الامر، بل ولم تسلم به الولايات المتحدة نفسها، رغم انها الحليف الأول لحكومة الكيان الصهيوني؛

          4 - ان الانقسام العربي الذي نشهده اليوم نتيجة لهذه الزيارة - وكان ذلك امرا متوقع الحدوث - من شأنه ان يعرقل لا ان يمهد لانعقاد سريع لمؤتمر جنيف، وذلك لان اطرافا أساسية في الصراع القائم لم تشارك الرئيس المصري خطواته، ولم توافق عليها، بل رأت فيها خروجا على الطريق السليم المؤدي الى عقد المؤتمر الدولي المرتقب؛

          5 - ومما يضاعف من سلبية هذه الزيارة انها تمت في، ظروف بالغة السوء والتعقيد. وفي وقت تصر فيه إسرائيل، أكثر من اي وقت مضى، على عدم الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني كما قررتها واكدتها جمعيتكم الموقرة، وبالتالي ترفض إسرائيل اي مشاركة لمنظمة التحرير الفلسطينية في اي جهد سياسي يبذل من اجل الحل العادل، معتدية في ذلك على ابسط حق من حقوق شعوب الأرض، وهو حقها باختيار من يمثلها أو يتحدث باسمها، وهي في ذلك تتحدى أيضا قرارا عربيا بالإجماع اتخذ بالرباط، يعتبر المنظمة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، بل هي تتحدى في ذلك أغلبية المجتمع الدولي التي اقرت هذه الحقيقة واعترفت بها.

          ولقد تمت هذه الزيارة في فترة يتسلط فيها على الحكم في الكيان الصهيوني زمرة من غلاة المتطرفين والمتعصبين الصهاينة، وفي طليعتهم الإرهابي مناحم بيغن بطل مذبحة دير ياسين الذي تباهى بتسمية الأراضي المحتلة بالأراضي المحررة، وموشيه دايان الذي يدعو لتوطين الفلسطينيين في

<4>