إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

داخل الأردن، أنا غير مستعد أن أردده امام هذه اللجنة المحترمة لأن هدف التحرير وهدف الوحدة يجعلانى أستحى أن أتكلم عن نظام الاردن هو الذى يميز بين المواطنين ان الشكوى التى تقول ان الفلسطينيين فى الاردن ليس لهم ثلاثة أرباع المجلس النيابى أو ثلاثة أرباع الحكومة أو ثلاثة أرباع مجلس الأعيان أو الجيش.. وهكذا.

          أن هذا الكلام استحى أن أقوله لأننا دعاة وحدة فنحن دعوتنا أن تكون المعاملة فى الأردن على أساس المواطنة الصالحة، لا فرق بين شرقى الأردن وغربيه ومن ثم يجب أن يوضع المواطن الصالح فى المكان الصالح لكن النظام فى الأردن، فيه تفريق وتمييز، ولو كان الموضوع مطروحا أمامكم لجئت بأرقام ووقائع تخجل الذين صنعوها.

          طبعا هناك كلام من المسئولين فى الأردن وفى جملتهم الملك، وهذا يفجعنى يقولون فى الاردن عن الفلسطينيين: نحن أعطيناهم جوازات سفر وجعلنا منهم وزراء وأدخلناهم المجلس النيابى والجيش، يمنون علينا اسلامهم. فلماذا هذا المن هذه بلدنا، وابناء فلسطين اذا أصبحوا وزراء فهم فى بلدهم، فهل هم غرباء أو ضيوف.

          ان الملك حسين يتكلم فى خطابه عن الفلسطينيين الذين انتموا الى الاسرة الاردنية، والاسرة الاردنية غير موجودة من غير الشعب الفلسطينى، والدولة الاردنية بدون الفلسطينيين تكون غير موجودة. فاذا ما قال الملك أن 85 % من الفلسطينيين انتموا الى الاسرة الاردنية، فأى انتماء وأى ولاء، هل هم صهاينة أو اسرائيليون؟

          دونكم اليهود الذين يهاجرون الى اسرائيل، ففى اللحظة التى يدخلها اليهودى يعتبر مواطنا له كل الحقوق، وعليه كل الواجبات، ونحن نسمع من الملك حسين عن مليون ونصف مليون فلسطينى، يقول انهم انتموا الى الاسرة الاردنية أى انتماء هذا؟ أنا لا أقبل هذا. لا لشرف الأمة العربية ولا للاردن كدولة ولا الملك حسين الذى يتحدث كثيرا عن الثورة العربية الكبرى. اننا نرفض بكل اباء أن يقال عنا نحن الفلسطينيين اننا منتمون الى الاسرة الاردنية ان وجودنا وجود أصيل, هذا وطننا وهذه بلادنا، وهناك جيشنا، وليس للملك ولا لغير الملك أن يصفنا بأننا مواطنون فلسطينيون انتمينا، قد نكون وقعنا تحت كارثة ولكنها لا تذهب بعقولنا أو كرامتنا. ان هذه اهانة للشعب الفلسطيني وكرامته. أن يقال له انه انتمى الى الاسرة الاردنية. هو لب الاسرة الاردنية وسبب وجودها.

          وكلام الملك حسين لا يتفق مع قرارات مؤتمرات القمة لأن هذه القرارات تتحدث عن شعب فلسطين والسؤال الكبير المطروح أمام الملك حسين هو هل الشعب الفلسطيني موجود أم غير موجود؟ اذا كان موجودا فالكلام عن الانتماء لا محل له، واذا كان غير موجود فمعنى هذا أن الملك حسين تخلى عن قضية فلسطين تخليا كاملا، لأنه لا قضية بدون شعب. لا يوجد الآن أشوريون أو فينيقيون أو تلك القبائل البدائية مثل عاد وثمود. اننا شعب قائم حى وسيظل شعب فلسطين قائما بآماله وأهدافه وموجودا بشخصيته واسمه ويرفض من الأردن اطلاقا أن تطمس معالمه وتطمس شخصيته، فلا يحلو لاسرائيل شيء أفضل من أن تسمع أن الفلسطينيين انتموا الى الأسرة الأردنية ومعنى هذا انه ضاعت قضية فلسطين وشخصية فلسطين.

          ان الملك حسين يتحدث عن خطأ موهوم بالنسبة لوحدة الضفتين، فيقول فى خطابه " ان كل يد تمتد الى هذه الوحدة سنقطعها، وكل عين تنظر الى هذه البلد بشذر سنفقأها".

<8>