إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

          ان الملك دائما فى خطبه وفى كل مناسبة، وفى خطابه الأخير، يتكلم عن وحدة الضفتين الشرقية والغربية، وأنا أريد أن أصرح هنا باسم منظمة التحرير والشعب الفلسطينى أنه ليست لدينا نية أن نسلخ الضفة الغربية عن الضفة الشرقية، وليس من سياسة المنظمة أن تفرق بين الضفتين، ذلك أن سياسة المنظمة واضحة، انهما وطن واحد وشعب واحد، ان سياسة المنظمة واضحة، كل هذا الوطن هو فلسطين. فالتاريخ العربى كله والجغرافيا العربية كلها تعرف هذه المنطقة غرب النهر وشرق النهر، بأنها فلسطين، ولم تعرف عبارة "شرق الاردن الا سنة 1919، ولعل اخواننا الذين كانوا مشغولين فى المغرب الكبير بقضاياهم الكثيرة لم يكونوا متابعين تطورات الموقف فعبارة "شرق الاردن" مصطنعة أحدثها ونحتها الانجليز، واللفظ اسمه بالانجليزية Trans-Jordan يعنى عبر نهر الاردن، ويبدو أن المترجم كان ضعيف الترجمة فعبر عنها شرق الاردن، لأن عبارة "عبر الاردن" ليست عربية. فالتسمية ليست عربية لا جغرافيا ولا تاريخيا انما هى نحت للفظ صدر عن تشرشل.. وقبل هذا اللفظ لم يكن هناك شرق أو غرب بل وطن واحد اسمه فلسطين، ونحن نعتبر الضفة الشرقية جزء من فلسطين، ومن ثم فنحن نعتبرها خيانة من جانب المنظمة أن تفكر فى سلخ الضفة الشرقية عن الضفة الغربية. ونعتبر أن امارة شرق الاردن التى أنشأها الانجليز سنة 1919 هى أول محاولة مؤلمة لتجزئة الوطن العربى الواحد. وهذه المحاولة هى التى فعلها الانجليز بخلقهم هذه الامارة التى أسموها امارة شرق الاردن، لذلك فنحن نعتبر وحدة الضفتين، بعد الكارثة أنه رجوع الى الاصل، فنحن لا نقول وحدة الضفتين كما يلح الملك حسين، لأنها وحدة قديمة قدم التاريخ، ففلسطين وشرق الاردن جزء من سوريا تعرف فى التاريخ العربى باسم سوريا الجنوبية، أو فلسطين، لذلك فان وحدة الضفتين التى تحدث الملك عنها نحن نفهمها على غير ما يفهمها ونحن نعتبرها قديمة، ويعتبرها هو حديثة، ونحن نعتبرها رجوعا وعودة الى الأصل وهو يعتبرها حدثت بعد الكارثة.

          نحن نقول ان الكارثة أعادت الأمور الى حقيقتها الاولى فنحن ايماننا راسخ كل الرسوخ فيما يتعلق بوحدة الضفتين، وهذه التهمة الموجهة للمنظمة غير صحيحة وغير حقيقية. ولكن لكى نفهم الوضع القائم، ويمكن أن أقول ان 85 % من الاردن هم من أبناء فلسطين، اذن فليس من المعقول أن يكون هؤلاء غرباء أو ضيوفا، حتى أن الـ 800.000 لاجئ هؤلاء ليسوا فى دولة مضيفة، ذلك أن الأمم المتحدة تتحدث عن اللاجئين على أنهم فى دولة مضيفة، قد يصبح هذا القول فى لبنان، وان كان اخواننا فى لبنان لهم من السماحة والكرم بحيث يعتبرونهم اخوانهم، وفى سوريا رغم أن هؤلاء أصلا أبناء سوريا الجنوبية يقال انهم فى دولة مضيفة. أما فى الاردن فليسوا فى دولة مضيفة، لأن هناك أرضهم وبلدهم وهم يؤلفون 85 % من الشعب وطبيعى أن المنظمة لا تفرق بين المواطنين، فلا تقول ان هناك أردنيا وفلسطينيا فكل الفلسطينيين أردنيون وكل الاردنيين فلسطينيون، وقد طلبنا أن يفرض التجنيد الاجبارى على جميع المواطنين، والتهمة الموجهة الى المنظمة انها تفرق بين المواطنين تهمة كاذبة، لسنا الذين نفرق بين المواطنين فالذين يفرقون بين المواطنين هم القائمون على الحكم فى الاردن.

          أنا لا أتكلم عن الوضع الشعبى، والحمد لله، فهذا الصعيد بخير، ولكن على الصعيد الرسمى فان نظام الدولة يقوم على اساس التفريق، وطبيعى أن الكلام الشائع

<7>