إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

الاسلامية. وهناك حكومات غير اسلامية تمد منظمة التحرير بالعون العسكرى والعون السياسى. وهذه حكومة الصين غير المسلمة مثل على ذلك.

          ان الحكومات الاسلامية أولى من أولئك الكفرة على حد تعبير الملك حسين لا على حد تعبيرى أنا، ان هؤلاء الكفرة يساعدون قضية فلسطين، وايران تستطيع أن تقطع العلاقات مع اسرائيل وتوقف تزويدها بالبترول، فهل ايران فى حاجة الى اقناع للسير فى طريق الاسلام؟

          اذا كانت ايران دولة مسلمة، وشعبها مسلم حقا ومؤمن حقا، فليس أمامها ألا أن تلتزم بحدود الاسلام، ويجب عليها أن توالى شعب فلسطين لا أن توالى اسرائيل، ففلسطين ليست فى حاجة الى مؤتمر أو الى حلف ولكن قبل هذا يا سيدى الأمين العام، وأنت لديك مسئوليات كبيرة بالنسبة لمؤتمرات القمة قبل أن نتكلم عن التعاون الاسلامى فى هذا العالم الكبير الممتد من الاطلنطى حتى أندونيسيا، وقبل بناء التضامن الاسلامى يجب أن نبنى التضامن العربى، فهل التضامن العربى قائم الآن؟ وهل العمل الموحد قائم على خير وضع؟ هل القيادة العربية الموحدة والجيوش العربية الموحدة بخير؟ أبدا. يفجعنى أن أقول ان القيادة العربية الموحدة أصبحت هيئة استشارية للحكومات العربية.

          نحن أردنا بعد كارثة سنة 1948؟ أن ننشئ قيادة عربية موحدة، والملك حسين يثنى دائما فى خطبه على القيادة العربية الموحدة ويقول نحن ملتزمون بخطط القيادة العربية الواحدة. وقد ذكرت لكم بالأمس كيف أن جلالته خالف خطط القيادة العربية وتوصياتها.

          اننى أريد أن أضع السؤال الكبير أمامكم، وليكون أمام الملوك والرؤساء وهو: هل سنكرر مأساة سنه 1948؟ ان التجربة دلت حتى الآن أنه بالنسبة للتنفيذ فالقيادة العربية غير قادرة على القيام بمسئولياتها. وقد تكلم الفريق أول على على عامر فى هذا الموضوع أكثر من مرة أمام الملوك والرؤساء، ولذلك فان هذا التعبير الذى تردده الصحف والاذاعة أن لدينا قيادة عربية فهذا غير صحيح لأنها لا تملك أن تأمر فتطاع، لا يمكن أن تكون قيادة عربية الا اذا أطيعت عندما تأمر، والا تصبح لجنة استشارية. واذا كانت التجربة قد انتهت بعد مدة من الزمن الى هذا الوضع فلم يبق أمامنا الا التجربة الأخيرة، يجب علينا أن ندخل فى القيادة العربية الواحدة وليست الموحدة، وفرق كبير بين الموحدة والواحدة، ان القيادة العربية الموحدة لم تنجح حتى الآن، ولا أدرى اذا كانت ستنجح غدا اذا بقيت هذه المخالفات، لا بد أن تندفع الأمة العربية الى القيادة العربية الواحدة التى يكون تحت أمرها جيش عربى واحد يعمل لتحرير فلسطين.

          لقد تحدث الملك حسين الى الطلاب منذ بضعة أسابيع فى الجامعة الاردنية حديثا أذيع فى الاذاعة الاردنية ونشر فى الصحف، وسئل عن الحلف الاسلامى والحملات التى تشن على الحلف الاسلامى، فكان يجيب جلالته أن هذا هجوم على شيء موهوم ولا يوجد حلف اسلامى. وطبعا فان خطابه فى عجلون أثبت أن الهجوم ليس على شيء موهوم، وأن الهجوم عليه فى امكانه، ولكن الواقع أن هناك شيئا موهوما غير الحلف الاسلامى. وهذا الشيء الموهوم هو خوف الملك الدائم على شيء اسمه وحدة الضفتين.

<6>