إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممتلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

أولا: ان مؤتمرات القمة هى شارة يصطنعها بعض القادة العرب للتزين بها.. هذه هى التهمة التى يوجهها ملك الى رفاقه الملوك والرؤساء.

ثانيا: ويتحدث عن اشباع أنانيتهم ويتهمهم بالأنانية.

ثالثا: يتهمهم أنهم يتنكرون للوعود وللعهود بالنسبة لمؤتمرات القمة.

رابعا: يعتبر مؤتمر القمة فى نظر الملوك والرؤساء أنه تسلية هينة ولعبة حمقاء.

          هذه تهم خطيرة يوجهها ملك الى رفاقه، رفاق الطريق وزملاء التحرير هذا شر ما يمكن أن يطعن به التضامن العربى. وأنا لا أقول بأن هذا الكلام فيه سب أو شتم، ولكنى أقول ان هذه تهم خطيرة توجه الى قادة العرب. ولا يمكن أن تكون هناك رفاقة طريق فى مؤتمرات القمة أو على درب التحرير. لكن الملك حسين لا يقف عند هذه الاتهامات الأربعة، انما يذهب الى أبعد من هذا وأستأذنكم فى أن أقرأ هذه العبارة ولعلها آخر عبارة فى خطاب جلالته وهى: "ان جوابنا على هذا الانهيار فى التفكير والقول والعمل.. "طبعا تهمة الانهيار فى التفكير والقول والعمل منصرفة الى القادة العرب يتهمهم بالانهيار فى أفكارهم.. "ان جوابنا أن نهتف فى وجوه هؤلاء السادة اتقوا الله فيما تفعلون".

          لا مانع.. هذه دعوة طيبة ان الانسان يتقى الله فيما يفعل، وجدير بجلالة الملك حسين أن يتقى الله فيما يفعل، وجميع الملوك والرؤساء يتقون الله فيما يفعلون، ويضيف جلالته قائلا: "ان القضية أخطر مما تصوره لكم أوهامكم".

          وهنا بدأ جلالتة يتحدث عن أوهام الملوك والرؤساء الى أن قال جلالته:

          "والتاريخ لا يرحم، اذا لم تلفظكم شعوبكم فان الأجيال العربية، القادمة. ستصب على رءوسكم بما فرطتم أبشع اللعنات".

          وختم جلالة الملك خطابه بأبشع اللعنات، هذا هو اللفظ الأخير الوارد فى خطابه. ومن هذا يبدو أن آخر ما ورد فى الكلام أن الأجيال العربية القادمة ستصب على رءوسكم بما فرطتم أبشع اللعنة، وأنا لا أريد أن أعقب على هذا الكلام وأترك لكم ولملوككم ولرؤسائكم أن يعقبوا على هذا الكلام بالنسبة لأبشع اللعنات التى تصب على رءوس العرب. اللهم لا تجعل لعنة فلسطين الا كلعنة الفراعنة تصيب الذين ينتهكون حرمات التضامن العربى، وينتهكون قدسية قضية فلسطين وينسفون فكرة مؤتمرات القمة.

          ان الخطاب فى مجموعه، وقد وصلت الآن الى آخره، كان موضع قلق كبير وموضع استنكار من الأمة العربية فى كل صفوفها، فاخواننا الفلسطينيون فى قطاع غزة والجمهورية العربية المتحدة وفى بغداد وفى سوريا وفى لبنان وفى العراق وفى الجزائر وفى الكويت وفى قطر وفى البحرين، وكل مكان فيه فلسطينيون استنكروا هذا الخطاب وأرسلوا الى منظمة التحرير استنكارهم لهذا الخطاب، والشعب فى الأردن كله بضفتيه لا فرق بين من هم فى شرق الأردن وغربه، كل هؤلاء استنكروا الخطاب وطبيعى لا يقلل من هذا الاستنكار أن هناك بعض الناس يحملون بمعرفة سلطات الأردن ليهتفوا ويصفقوا ويؤيدوا جلالة الملك وهذه أساليب كلنا نعرفها

<15>