إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

          طبعا محاولات عربية أخرى هذه عبارة تعميم، ويمكن أن أسمع جوابا من الطرف الآخر، قد تكون نواد أو جمعيات، وليست حكومات، ولا مانع فى هذا فقد يكون الدفع صحيحا. فاذاعة عمان فى 22 / 5/ 66 تقول: هذا ومازالت بعض وكالات الأنباء تؤكد أن لبعض الشخصيات من بلد عربى آخر علاقة بهذا الحادث ".. طبعا قد نسمع من الطرف الآخر أن الشخصيات العربية قد تكون أيضا نواد أو أحزاب مخربة أو مدمرة والتى ورد ذكرها فى خطاب الملك حسين.. فلنتابع هذا ولنستنتج لنرى الى أين يوصلنا الاستنتاج.. ففى 22 / 5/ 66 تقول: "تفيد أنباء بيروت أن اغتيال كامل مروة راءه عاصمة عربية".. وقد ورد هذا الكلام فى اذاعة تالية من الأردن.

          لم يعد هناك تعميم بل زال، فقد ظلت الاذاعة تنتقل من يوم الى يوم حتى وضعت أصبع الاتهام على عاصمة عربية ومعنى هذا أن دولة عربية ارتكبت جريمة اغتيال سياسى. فكيف لهذه الدولة أن يسير جيشها جنبا الى جنب مع الملك فى حرب التحرير وبينهما هذه الاتهامات.

          وفى 23 / 5/ 66 تقول: "وقد اعترف القاتل والمتهمون الرئيسيون فى الجريمة باسم رئيس الجهاز السرى وهو محسوب على عاصمة احدى الدول العربية".. هذا هو كلام اذاعة عمان والتحقيق لا يزال مقفلا وهذا الكلام فى الواقع تعريض بالقضاء اللبنانى والحكومة اللبنانية وشئونها الداخلية. ثم كيف نبدأ فى توجيه التهمة الى عاصمة عربية ونبكى.. وفى مؤتمر القمة بالجزائر نلتقى وواحد من الملوك أو الرؤساء قاتل؟

          وأنا أتردد أن أتكلم فى هذا الموضوع ولكنكم تلاحظون صلته بالتضامن العربى وعلاقات الحكومات العربية بينها وبين بعض عندما يوجه ملك التهمة الى عاصمة عربية انها وراء الاغتيال.

          ايجازا ما أريد ان أختم به حديثى فى هذه اللجنة المحترمة أريد ان أشير الى موقف الملك حسين من مؤتمر القمة ونظرته الى هذه المؤتمرات والى بعض القادة العرب بالنسبة لموقفهم من هذه المؤتمرات.. لقد بدأت فى تناول قطعة حلوى لا تزال فى فمى حتى لا أندفع بمرارة فى الحديث عن هذا القسم الأخير الذى ورد فى خطاب الملك حسين عن بعض قادة العرب لأنه فعلا مثير لأشد معانى المرارة وخير ما أتحدث به فى هذا الموضوع هو أن أنقل كلمات الملك حسين.. يقول جلالته: ان من المؤلم حقا أن نسمع من هنا وهناك من يطعن مؤتمرات القمة ويخذل المسيرة القومية وكأنما القضية شارة يصطنعها بعض القادة العرب للتزين بها حتى اذا لم تشبع أنانيتهم ضربوا بها عرض الحائط وتنكروا للوعود والعهود، كأنما هى تسلية هينة ولعبة حمقاء.

          هذا كلام جلالة الملك يتهم فيه بعض القادة العرب. واذا سمح لى الأخ طاهر رضوان وهو العليم بالصرف والنحو بأن أقول أن كلمة "بعض" تبدأ من ثلاثة الى تسعة، اذن هذا الاتهام موجه على الاقل الى ثلاثة من قادة العرب ان لم يكن الى تسعة.. على هذا يا سيدى الأمين العام وحضرات الأخوان فان جلالة الحسين المعظم يتهم على الاقل ثلاثة من ملوك ورؤساء الدول العربية بالتهم الآتية: -

<14>