إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) تكملة خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة الثانية للجنة الممثلين الشخصيين لملوك ورؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين عام 1950 الى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1477- 1495"

معسكر الأحرار، وآخرون يسيرون مع المعسكر الشرقى وهؤلاء الكفرة والملحدون. هل هناك أسوأ من هذا ضرب للتضامن العربى وخروج من الأسرة العربية؟ أنا لا أعرف شرا من هذا، ولا أخطر من هذا.

          أريد الآن أن أنتقل الى موضوع آخر. لقد كنت أسأل نفسى: هل أثير هذا الموضوع أولا أثيره؟. ولكنى صممت على أن أثيره وان كان موضوعا سياسيا، ولكنه فى الواقع يتصل بموقف عام وبقضية عامة، ويتصل أيضا بنظرة الملك حسين الى رفاقه الملوك والرؤساء ونظرته للدول العربية.

          اننى اتكلم هنا عن قضية المرحوم كامل مروة، وأنا أذكره بالرحمة وأقول ان منظمة التحرير الفلسطينية والأمة العربية والشعوب العربية والاسلامية ضد الاغتيال ان كان سياسيا أو غير سياسى. فنحن نترحم على كل من يسقط صريعا، وهو الآن فى ذمة الله ولكن ما هى علاقة هذا الموضوع بالتضامن العربى؟ أن علاقته كبيرة وخطيرة فاذاعة عمان، منذ وقع هذا الحادث المؤلم المؤسف، أخذت على عاتقها قميص عثمان بعد مقتله وأصابع نائله التى بترت حيث علقا طويلا فى المسجد الأموى ليبكى المسلمون عليها فى دمشق ويجهشوا بالبكاء. فقضية كامل مروة فى اذاعة عمان أصبحت، مثل قميص عثمان تماما. ان المرحوم كامل مروة كان لبنانيا. والحكومة اللبنانية مشكورة والشعب اللبنانى أظهروا كل عطف وكرم تجاه هذه القضية ويجب على القضاء العادل أن يأخذ طريقة فيها. ان اذاعة عمان علقت سبعة تعليقات، لا تعليقا أو تعليقين، وذلك خلال سبعة أيام متتالية وهى لا تترحم على كامل مروة فقط ولكن توجه الاتهام لدولة عربية أو لدولتيين عربيتين. كان هناك اتهام ان هذا اغتيال سياسى وأن وراءه جهة عربية وأن وراءه مدرسة سياسية اسمها "مدرسة الاغتيال السياسى" وأن وراءه عاصمة عربية واحدة على الأقل. وأعود فأتساءل: ان هذه القضية بين يدى القضاء اللبنانى العادل، فهل يجوز لأية حكومة عربية أن تنتهك قدسية القضاء وتتدخل فى هذه القضية متهمة دولة عربية أو عاصمة عربية أو أكثر أن لها يدا أو ضلعا فى هذا الاغتيال أو أن هذا اغتيال سياسى؟ هل هذا مفهوم التضامن العربى؟ كان على الأقل من واجب عمان أن تنتظر كلمة القضاء ثم تقول كلمتها.

          أنا لا ألوم عمان على أنها تكلمت فى هذا الموضوع، ولكن اذاعة عمان فتحت مناحة ولكن توجيه الاتهام فى قضية اغتيال يعتبر مسألة خطيرة وأخلاقية بأن تنسبها الى عاصمة عربية أو دولة عربية أو جهة عربية، فهل هذا هو مفهوم التضامن العربى وهل بهذه الروح يمكن أن نسير معا فى طريق تحرير فلسطين؟ وهل يمكن أن نسير بسلاحنا كتفا الى كتف وفى نفوسنا هذه الاتهامات؟ هل يمكن أن نخوض معركة التحرير وفى قلوبنا هذه الاتهامات؟

          ان منظمة التحرير الفلسطينية لديها جهاز استماع تسجل الأحاديث وغيرها ففى استماعها لاذاعة عمان فى 19 / 5/ 1966 بعد أن تكلمت الاذاعة عن الحادثة المؤسفة ببلاغة وفصاحة وتفصيل قالت:

          "وعلم أن التحقيق تشعب وظهرت بوادر وأدلة تسهل مهمة التحقيق وتكشف النقاب عن هذه الجريمة النكراء وعن المشتركين محليا، وعن محاولات عربية أخرى".

<13>