إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

غلت، من أن تفرض نفسها فى هذا العالم على مجتمعاته المختلفة وفى شتى المجالات والميادين".

          ان الملك يركز على الصهيونية، ونحن معه فى هذا، فنحن لا نخالفه فى خطر الحركة الصهيونية وتغلغلها فى المجتمعات، ولا فى خطر اسرائيل باعتبارها رأس الرمح فى الحركة الصهيونية. ولكن اسرائيل والحركة الصهيونية هى أصلا وليدة الاستعمار وربيبة الاستعمار، والحركة كلها وراءها الاستعمار واسرائيل قاعدة الاستعمار.

          ونرى هنا ان الملك يعتبر انها دعوة فارغة أن يقال ان الاستعمار وقواه وراء كل ما حل بنا من النكبات.. نكبة فلسطين، وهى نكبة الأمة العربية، من كان المسئول عنها؟ المسئول عنها هى بريطانيا خلال ثلاثين سنة فى عهد الانتداب، وأمريكا فى عهد الأمم المتحدة، والى يومنا هذا، تمد اسرائيل بالسلاح والمال.

          المعسكر الغربى- وعلى رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا- كان هو السبب الاصلى فى كارثة فلسطين. ولولا ان الاستعمار وراء الصهيونية ما جرى هذا للأمة العربية، فالجالية اليهودية فى فلسطين لم يكن ميسورا عليها أن تبنى الوطن القومى اليهودى أو تنشئه بعد الانتداب لولا بريطانيا وأمريكا، ومن ورائهما الاستعمار.

          ان الملك حسين يقول: انه كلام فارغ أن نعتبر ان الاستعمار وراء هذه النكبة.. وأقول ان الاستعمار وراء هذه النكبة وأمامها فى الماضى والحاضر وسيظل فى المستقبل، وهو المسئول الأول والأخير عن كارثة فلسطين.

          والملك حسين، عندما يقول ذلك للأمة العربية فى الاذاعة التى تستمع الجماهير العربية اليها، يريد أن يغير المفهوم العام لقضية فلسطين وتحرير فلسطين، بهذا يخرج القضية عن اطارها الصحيح وبضعها بعيدا عن اطارها الصحيح.

          ان الأمر لم يقف عند هذا الحد فى انه وضع مفهوما جديدا لقضية فلسطين، بل هناك أيضا جانب خطير يتصل بتصفية القضية الفلسطينية وأنا لا أعرف اذا كان الملك حسين يعنى ما يقوله فى خطابه أو لم يكن يعنى ما يقوله، ولا أعلم اذا كان يدرك أبعاد كل هذا الذى قاله، أو انه لم يدرك ذلك، ولكن النظرة التحليلية لهذه الفقرة التى سأقرأها عليكم ستجعلكم على يقين من الخطر.. ومعكم كل من يعلم ظروف القضية الفلسطينية.

          ان هذه الفقرة من خطاب الملك حسين تؤدى الى تصفية القضية الفلسطينية ونحن فى مؤتمرات القمة تعاهدنا على التحرير لا على التصفية وتعاهدنا على أن نضع كل قوتنا وطاقتنا فى معركة تحرير فلسطين، لا على تصفية قضية فلسطين.

          والفقرة التى أريد أن أقرأها عليكم هى الآتية:

          "اننا قد انتقضنا دائما على المنطق السقيم والسياسة الهزيلة القائلة بوجوب ابقاء الفلسطينيين قيد خيامهم ومعسكراتهم وضمن اسلاكها الشائكة، حيث تكون حقيقة القضية وحياتها دوليا مجرد قضية اغاثة يقاس لها النجاح أو الفشل بالمقدار المتوفر منها سنة بعد سنة، وليكون البؤس والشقاء محتوى الصورة التعيسة التى يتناولها الخطباء فى كلماتهم التقليدية فى الأمم المتحدة كل عام للقيام باستجدائهم المستمر.. نحن انتقضنا ضمن امكانياتنا على سياسة اماته شعب بأسره واماتة

<9>