إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

          أبدأ فأقول ان هذا الخطاب تناول أولا بالتعريض شعب فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، وجميع الاخوة يعلمون ان شعب فلسطين شعب أصيل وشعب كريم، ويعلمون ان شعب فلسطين قاسى على مدى ثلاثين سنة من الاستعمار البريطانى ما لم يقاسه شعب آخر. ان الشعب الفلسطينى نكب بالاستعمار وبالصهيونية وتشرد من وطنه، وأنا أحس ان من واجب الحكومات العربية والملوك والرؤساء فى كل مناسبة أن يقولوا كلمة خير فى حق الشعب الفلسطينى، وكلمة عطف فى حق الشعب الفلسطينى، وكلمة اكبار واعزاز للشعب الفلسطينى، لأنه يستحق هذا الاكبار وهذا الاعزاز.

          وأنا أعلم ان حول هذه المائدة ممثلين لدول عربية ولشعوب عربية خاضت معارك استقلالية كبرى، فى الجزائر، والسودان، والعراق، وسوريا، ولبنان، والجمهورية العربية المتحدة، والمغرب، وليبيا.. كل شعوبنا خاضت معارك كبيرة، ولكن الشعب الذى يستحق الاكبار والاعزاز منكم جميعا، هو شعب فلسطين، لأن له ثلاثين سنة وهو يصارع، وانتهى به الأمر الى كارثة فأصبح مشردا مشتتا لا يرى أمله القريب أمامه فى تحرير وطنه. ولذلك فقد فجعت عندما قرأت فى خطاب الملك حسين تعريضا بشعب كريم مجاهد، شعب بسالات وبطولات، وأن يتناوله بالتعريض ويتناول كذلك منظمة التحرير الفلسطينية.

          وأنا هنا أريد أن أتلو عليكم هذه الفقرة التى وردت فى خطاب الملك حسين والتى يقول فيها:

          "لقد توافق القادة العرب فى أول مؤتمر للقمة على وضع القضية الفلسطينية فوق كل خلاف.. ومن المحزن أن نرى الخلافات الجانبية تطغى على القضية المصيرية وتكاد تعصف بها، وأن نجد أنفسنا والفلسطينيين من أبناء النكبة، سواء من انتمى الى أسرتنا الأردنية أو من كان بعيدا عنها مسافة لا واقعا، والعرب من حولنا، فى دوامة فارغة بعد أن عصفت بالمنظمة - منظمة التحرير التى كانت لنا اليد الطولى فى انشائها- الاهواء، فأصبح القائمون عليها بعد طغيان الحزبيين المخربين عليها، معاول هدم لما بنيناه لا لأنفسنا وانما لفلسطين، ومعاول هدم لوحدة الصف العربى والعمل الموحد وقروحا تترعرع فيها جراثيم غريبة عن وطننا الكبير، وأن تذهب كل محاولاتنا لاصلاح اعوجاجها ادراج الرياح، حين غدت قطب الرحى فى اذكاء الخلافات العربية والانقضاض على التضامن العربى، وكل ما من شأنه أن يجمع الأفئدة حول القضية ويخدم مصلحتها. انه ليحز فى نفسى ويؤلمنى أشد الألم أن أصرح بان كل أمل حرصنا على ابقائه - ولو كان بصيصا خافتا- قد خبا وزال حول امكان التعامل مع هذه المنظمة بمضمونها الحالى جملة وتفصيلا".

          هذا هو كلام الملك حسين..

          فهو أولا يتهم المنظمة بانها معول هدم، انها أصبحت قطب الرحى فى الخلافات العربية، وان الشعب الفلسطينى فيه مخربون، وفيه حزبيون أصبحوا معاول هدم، وان القائمين على منظمة التحرير الفلسطينية، وطبعا رئيس المنظمة ومن معه، أصبحوا معاول هدم لوحدة الصف العربى، وان فى صفوف الشعب الفلسطينى قروحا عفنة تترعرع فيها جراثيم غريبة عن وطننا الكبير.

<7>