إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (الشقيري) في اجتماع لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الارشاد القومي، ج 2، ص 1443- 1474"

          ونحن نعلم ان الجبهة السورية مهمة، وان الجبهة اللبنانية مهمة أيضا من غير شك، وقطاع غزة مهم من غير شك، وأن خطوط الهدنة التى تمتد الى ما يقرب من ألف كيلومتر كلها مهمة، ولكن الجبهة الأردنية - الاسرائيلية تحتل المقام الأول فى قضية فلسطين، فهى منطلق التحرير وفيها شعب التحرير وفيها وطن التحرير، ولذلك فان كل خلاف بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن ينعكس مباشرة على القضية الفلسطينية وعلى امكانها تحرير فلسطين وعلى منظمة التحرير الفلسطينية.

          لو ان المغرب اتخذ موقفا معينا من منظمة التحرير الفلسطينية- وأنا أقول هذا الكلام بالطبع على سبيل المثال والفرض، مع احترامى لأخى وجارى ومع تقديرى كذلك للمغرب ملكا وحكومة وشعبا وجيشا- أقول انه لو وقع خلاف بين المنظمة وبين المغرب. لما كان هذا الخلاف خطيرا، ولا نعتبره الا خلافا يسيرا، وان كنا لا نريد أن يقع، وان علينا نحن الطرفين أن نبذل جهدنا الا يقع.

          ولكن خلافا بين الاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية معناه انه يقع فى صميم القضية الفلسطينية، وينعكس على امكانيات تحرير فلسطين.. ومن هذه الزاوية اتكلم عن الخلاف مع الاردن كلاما موضوعيا لا كلاما عاطفيا، لأن الموقف وصل بين المنظمة والاردن الى درجة خطيرة لا تحتمل المبالغة فهذا فوق احتمالات المبالغة، ولا تتقبل اثارة عاطفية لأنها وصلت الى مرحلة شحنت فيها كل العواطف. فحديثى -وأنا أتحدث الآن بحضور السيد سعد جمعة، ممثل جلالة الملك حسين- هو حديث موضوعى صريح نهدف من وراءه الى هدفنا الكبير وهو تحرير فلسطين.

          وأننا نصرح من الآن انه ليس بيننا وبين الاردن خلاف شخصى اطلاقا لا مع جلالة الملك حسين، ولا مع حكومته هذه، ولا مع أية حكومة تعقبها، وليس بيننا وبين المسئولين أى خلاف على أمور ذاتية أو أمور شخصية، وانما الخلاف على أمور تتصل بقضية فلسطين وبتحرير فلسطين.

          والمنظمة تخون الامانة اذا كانت لا تكشف لممثلى الملوك والرؤساء حقائق هذا الخلاف، واذا كان الملوك والرؤساء لا يعلمون بها الا عن طريق الصحف والاذاعات.. ولكن من الخير كل الخير أن نعلم هذا هنا فى دارنا، فى حرم الجامعة العربية، وعن طريق لجنة ممثلى الملوك والرؤساء لأن الموقف أصبح الآن خطيرا، وخطيرا جدا، بيننا وبين الحكومة الاردنية.

          وأعود الى التأكيد ان الخطورة فى هذا الخلاف نابعة من أثره ومن خطره على القضية الفلسطينية، ومن ثم على العمل العربى الموحد، ثم على مؤتمرات القمة.. وأنا أقول مؤتمرات القمة، لأن القمة اجتمعت لماذا؟ صحيح ان الرئيس عبد الناصر أول من دعا اليها فى القاهرة لتحويل الروافد، ولكن هذا في الواقع هو موضوع رافد من روافد القضية الفلسطينية، والاصل ان اجتماع مؤتمر القمة فى القاهرة، كما تحددت معالمه فى ذلك الاجتماع، وكما وضح من تصريحات الرئيس عبد الناصر داخل المؤتمر ومن البيانات التى ادلى بها الملوك والرؤساء، أن هذا المؤتمر انما عقد من أجل تحرير فلسطين.

          حقيقة أن المؤتمر عالج قضية عدن والامارات والعنصرية، ولكن يجب ألا تغيب عن فكرنا الحقيقة الثابتة الراسخة الكبرى، وهى ان الملوك والرؤساء اجتمعوا من أجل

<4>