إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) 3 - نص خطاب الدكتور/ محمد صلاح الدين (باشا) وزير الخارجية ورئيس وفد مصر لدى الدورة السادسة
للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ألقاه أمام الجمعية العامة في باريس يوم 16 نوفمبر 1951
"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 693 - 703"

سيدى الرئيس:

         عندما عقدت جمعيتنا العامة دورتها الخامسة فى مدينة نيويورك فى شهر سبتمبر فى العام الماضى كانت أحلك الغيوم التى تلقى ظلها الكثيف على هذا العالم المضطرب هى حرب كوريا. أما فى هذا العام فهنالك حربان حرب فى كوريا. والأخرى فى البلد الذى أتشرف الآن بأن أخاطبكم باسمه. إنها حرب حقيقية تشنها على مصر دولة لا تزال تدعى بأنها حليف لمصر.

         لقد تدفقت الإمدادات البريطانية - البرية والبحرية والجوية - على منطقة قنال السويس لمضاعفة قوات الاحتلال التى كانت قد تجاوزت بالفعل إلى حد كبير، العدد المسموح به فى معاهدة 1936، واستولت هذه القوات استيلاء تاما على المنطقة بأكملها، ووضعتها تحت الحكم العسكرى وعزلتها عن سائر أجزاء المملكة، ووضعت يدها على مختلف المرافق العامة كالمواصلات والكهرباء وأعمال المياه.

         وقد اعتدى على السلطات العامة. ومنها السلطة القضائية. فمنع القضاة من مباشرة مهمتهم المقدسة فى هذا الجزء من أراضى الوطن. ومنهم من قبض عليه وحرم من الطعام يومين كاملين. كما منعت السلطات الجمركية ورجال خفر السواحل من أداء وظيفتهم فكانت النتيجة ازدياد تهريب المخدرات بشكل محسوس.

         كذلك منعت السلطات الصحية من القيام بأعمالها حتى ليخشى أن تنتشر الأمراض الوبائية وأن تتسرب من هذه المنطقة إلى أجزاء الوطن الأخرى.

         وحال الإنجليز بين السلطة وبين النهوض بواجبها الجوهرى وهو صيانة الأمن العام، فى حين أن تبعات هذه السلطة زادت زيادة كبيرة من جراء موقف التحرش الذى اتخذته القوات البريطانية.

         وقد تعرض العمال الذين حفزتهم وطنيتهم إلى إجماع أمرهم على عدم التعاون بعد اليوم مع القوات البريطانية لشتى ألوان القمع والتهديد، وأكره بعضهم على استئناف عمله تحت حراب الجنود.

<4>