إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (3) خطاب رئيس مجلس وزراء مصر أمام مجلس الأمن في 11 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية، القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955، ص 553 - 573"

الأراضي المصرية التي تتاخم مستعمرات إيطاليا قد اجتيحت ابتداء من يوم 20 يونية سنة 1940 وتوغل العدو فيها مسافة بعيدة في أوائل سني الحرب، وأن مصر بذلت للحلفاء شيئا كثيرا من المجهود الحربي باستخدام جنودها وقواتها الجوية وبالانتفاع بأراضيها قواعد عظيمة الأهمية لأعمال الحلفاء الحربية".

        والواقع أن مصر قد عمدت، منذ نشوب الحرب، إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية بدول المحور، وإذا كانت لم تعلن الحرب رسميا على هذه الدول إلا في مستهل سنة 1945، فإنما يرد ذلك إلى نفس السبب الذي أعلنه المستر تشرشل في خطبته التي ألقاها بمجلس العموم في 27 فبراير سنة 1945، إذ قال "لم يحدث قط أن شددنا على الحكومة المصرية في دخول الحرب، وفي الحق إن النصيحة التي أسديناها إليها في أكثر من مناسبة كانت على العكس من ذلك. وقد كنا راضين كل الرضى عن موقف مصر كدولة مشتركة في الحرب.

        معاهدة سنة 1936 رتبت الاحتلال:

        وإن ما ورد في نص المادة الأولى من "أن احتلال مصر عسكريا بواسطة قوات صاحب الجلالة الملك والإمبراطور قد انتهى" ليس إلا تمويها ينطبق أيضا على ما ورد في المادة الثامنة التي تنص على أنه "لا يكون لوجود تلك القوات صفة الاحتلال بأي حال من الأحوال. كما أنه لا يخل بأي وجه من الوجوه بحقوق السيادة المصرية"، إذ أن ملحق هذه المعاهدة ينص على استمرار الاحتلال العسكري في بقعة واسعة وينطوي على أهداف بعيدة المدى. فالقوات البريطانية المسلحة ترابط في منطقة من الأراضي المصرية تبلغ مساحتها حوالي مليوني فدان وربع المليون. ولا يزال البريطانيون منذ تم الجلاء عن القاهرة والإسكندرية يحتلون منطقة واسعة، وعلى مسيرة ستين ميلا فقط من عاصمتنا، وهم دائبون على القيام فعلا بمناورات عسكرية في منطقة واسعة على الضفتين الشرقية والغربية من القنال، وهم يدعون لأنفسهم الحق في الطيران فوق البلاد جميعا، كما يدعون لأنفسهم امتيازات وإعفاءات كثيرة.

        الاحتلال سبيل التدخل:

        ووجود هذه القوات يمكن البريطانيين في من الضغط على الحكومة المصرية بصورة لا تتفق مع مركز مصر بوصفها دولة مستقلة ذات سيادة.

        وقد لجأ البريطانيون في عامي 1938 و1944 إلى الحد من السلطة التشريعية التي يمثلها البرلمان المصري، بل تسبب البريطانيون في عوام 1940 و1942 ثم في 1945 في إسقاط الحكومات المصرية.

<9>