إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (3) خطاب رئيس مجلس وزراء مصر أمام مجلس الأمن في 11 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955 ص 553 - 573"

        فشل المفاوضات نتيجة للمطامع الاستعمارية:

        وكان من جراء إصرار مصر الشديد على هذه النقطة أن غادر ممثلو بريطانيا القاهرة في شهر سبتمبر من العام الماضي فقطعوا بذلك المفاوضات فعلا وقد أراد صدقي باشا إنقاذ الموقف فسافر إلى لندن حيث قابل المستر بيفن، وفي هذا قال المستر آتلى رئيس الوزارة البريطانية في مجلس العموم يوم 28 أكتوبر سنة 1946 بشأن تبادل وجهات النظر في لندن "كانت محادثات شخصية لا مفاوضات، وقد أجريت بعد تفاهم الجانبين على عدم ارتباط حكومتيهما بشئ وأنها محادثات سرية"، ولقد حاول الوزيران ما استطاعا، إيجاد تسوية للنزاع من جميع وجوهه؛ ومعنى ذلك أن الوثائق التي وقعاها بالأحرف الأولى شملت عدة مسائل وحلول، بيد أن عدم الاتفاق على أمر ما من الأمور الرئيسية معناه فشل المقترحات بأكملها وقد اعترف المستر بيفن في إحدى الوثائق بمطلب مصر الأول الخاص بوحدة مصر والسودان تحت التاج المصري، ولكن ما كاد هذا الأمر يذاع حتى فسرت تلك الوثيقة تفسيرات مختلفة؛ فقال البريطانيون إن اعترافهم مقصور على السيادة الرمزية بالرغم من أن سيادة مصر الفعلية على السودان لم تبحث خلال المفاوضات.

        وإنما أبرز مستر بيفن الخلاف إذ اقترح في 6 ديسمبر أن يبعث إليه صدقي باشا خطابا تفسيريا يلحق بالمعاهدة وقد أرفقت صورة من نص هذا الكتاب بالاقتراح.

        غرض الإنجليز من المفاوضات:

        ولم يقتصر هذا النص على مسألة واحدة بل شمل عدة مسائل لم يثر بعضها في مناقشات سابقة. وقد طلب إلى صدقي باشا فيما طلب منه أن يقرر أن مشروع البروتوكول الخاص بالسودان؛ وهو المشروع الذي وقعه هو والمستر بيفن، بالأحرف الأولى من اسميهما. يعد بمثابة توكيد للحالة القائمة في السودان. وأنه لا يمس بحال من الأحوال حق المملكة المتحدة في تأمين الدفاع عن السودان.

        أما الذي طلب إلى صدقي باشا أن يقرره في هذا الشأن فهو أن مشروع هذا البروتوكول لا ينص على الاعتراف بوحدة مصر والسودان بل ينص على فصم عرى هذه الوحدة في النهاية.

        لم يبق أمام مصر إلا أن تتقدم بشكواها إلى مجلس الأمن:

        فلم يبق أمام مصر بعد ذلك إلا أن تتقدم بشكواها إلى مجلس الأمن وهكذا أصبح هذا النزاع الآن معروضا عليه مجردا من التأويلات التي بدت في مقترحات صدقي - بيفن.

        أما المفاوضات التي وقفنا عليها سنة كاملة فلم تخفف من حدة هذا النزاع الذي ينطوي كما كان ينطوي دائما، على مسألة جلاء القوات البريطانية جلاء ناجزا غير مقيد بشرط كل جزء من الأراضي المصرية وإنهاء الإدارة البريطانية الانفصالية بالسودان.

<13>