إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



بعد معاهدة سنة 1936
3 - قطع المفاوضات - تابع (3) خطاب رئيس مجلس وزراء مصر أمام مجلس الأمن في 11 أغسطس 1947

"وزارة الخارجية المصرية القضية المصرية 1882 - 1954، المطبعة الأميرية بالقاهرة 1955 ص 553 - 573"

فاسمحوا لي الآن أن أكمل تلك الفقرة - قال زعيم حزب الأحرار: "إن الالتزامات العسكرية تتعارض مع استقلال مصر، ولولا ظروف خاصة بنا في مصر، ولولا ما في المعاهدة من مزايا ولولا ظروف دولية قائمة في الوقت الحاضر تحيط بنا وتدعونا لنفكر في الواقع وألا نقتصر على الحرص على آمالنا ومطالبنا؛ وتمنعنا من أن نركز جهودنا في تحقيق آمالنا وأمانينا، لما جال قبول هذه المعاهدة بخاطري"

         ثم ماذا قال أحمد ماهر باشا رئيس مجلس النواب عن المعاهدة؛ لقد تكلم في مجلس النواب في ذلك الوقت فقال "إننا مضطرون إلى قبول هذه الشروط نظرا إلى الظروف القاهرة التي تحيط بنا؛ والتي لا مفر منها". كما صرح الدكتور هيكل باشا رئيس مجلس الشيوخ الحالي في مجلس الشيوخ بقوله: "إن كنتم تريدون تغيير الحالة التي سئمناها دون اهتمام بنتائج هذا التغيير لعل في الحركة بركة، إذاً فاقبلوا المعاهدة على أن تعدل بأسرع ما يستطاع تعديلا يزيل ما بها من مساس باستقلال مصر".

         أما الحقيقة الواقعة وهي أن مصر أبرمت معاهدة سنة 1936 تحت ضغط الظروف القائمة في ذلك الحين فقد أيدها الأعضاء البارزون في مجلس العموم البريطاني في العام الماضي، وإني لأورد هنا مذكرة المستر لند ساي الذي كان عضوا في الحكومة البريطانية وقت توقيع المعاهدة بمجلس العموم البريطاني في شهر مايو من العام الماضي إذ قال: "الحقيقة أن هذه المعاهدة. إن كانت قد جرت مفاوضاتها في جو يشو به الإكراه، وأنها عقدت قطعا والكل يعلم بأن هناك حربا على الأبواب، ولم يقصد بها إطلاقا أن تكون بمثابة الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع".

         العلاقات قائمة الآن على أساس الاحتلال:

         وإني لأكرر يا سيدي الرئيس، أن مصر لم توقع معاهدة سنة 1936 بكامل حريتها، لقد سبق أن بينت أن هذه المعاهدة لا تتفق وميثاق هيئة الأمم، لأنها لا تعتبر اتفاقا بين فريقين متساويين، ولا تحقق المساواة في السيادة، بل تقوم على أساس عدم المساواة فيها. ولقد ذكر المستر أرنست بيفن هذه الحقيقة في خطابه في مجلس العموم في 16 مايو سنة 1946 إذ قال: "إنه وجه جهوده في أثناء المفاوضات الأخيرة نحو وضع العلاقات بين بريطانيا ومصر على أساس يختلف عما كان عليه في الماضي، بحيث تكون العلاقات بين الدولتين على أساس المساواة لا على أساس الاحتلال".

         تحالف غير شريف:

         لقد بينت أيضا أن التحالف الأبدي الذي نصت عليه هذه المعاهدة. وهو تحالف مصطنع خلا من التوازن ومن الدواعي الكريمة المشرفة، لا يتفق وميثاق هيئة الأمم المتحدة، علاوة على أن هذه المعاهدة تتعارض كما بينت من قبل مع اتفاقية قناة السويس التي عقدت في سنة 1888

<11>