إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

العربي فيهما، قد قام متكلاً عن الله العزيز القهار، بحركة عربية ثورية منظمة لمحق الانحراف والمنحرفين: اولئك الذين ضربوا الوحدة العربية المقدسة فى الصميم: تلك الوحدة المقدسة التي ضحى الآباء والأجداد في كل قطر عربي بدمائهم وأرواحهم في سبيلها، تلك الوحدة المقدسة التي سطعت أنوارها الأولى من قلب العروبة الناهض، سوريا الثائرة على طغيان، سوريا المؤمنة الجبارة التي قضت على المستعمرين والمتآمرين عبر التاريخ ... تزأر اليوم وتثب بمزيد من عون الله العلي القدير، لتقضي على أشباه الطغاة والمستعمرين، المستغلين والمنحرفين الذين سلمهم الشعب العربي الأبي في سوريا كل مقدراته، مندفعاً وراء الوحدة العربية المقدسة، التي عاش من أجلها، ويعيش ويموت من أجلها.

ولكن الطغمة المتحكمة خانت الأمانة، وضربت بالوحدة عرض الحائط، بل ونفرت الشعب العربي في الأقطار العربية الشقيقة من كل ما يتصل بالوحدة، وأصبح كل هم هذه الطغمة الجائرة ان تثبت في كرسي الحكم السحرية لا غير وباتت العهود والمواثيق والدساتير حبراً على ورق.

وراحت هذه الطغمة الفاسدة تفتش عن الأساليب التي تكفل تحقير الشعب وإفقاره، وتقتل في نفسه الجذوة المتقدة من الفضيلة والكرامة والفداء، كما وراحت تبدد الأموال العامة رشوات مفضوحة في رواتب، لتشق الأخ بأخيه والأب بابنه، فيسود في النفوس الذعر والخنوع.

كما راحت بين الحين والحين تصدر قرارات سمتها ثورية، والثورة منها براء، قرارات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب. كل ذلك ليخدعوا الكادحين من أبناء الأمة، وخاصة العمال والفلاحين، عصب الأمة القوي ويدها الأمينة المخلصة. ناهيك عن الخطة السافلة التي اتبعتها هذه الطغمة المجرمة في تصفية الجيش، سياج الأمة، من أبنائه المخلصين وأبطاله الميامين، وهم في ريعان شبابهم وعنفوان قوتهم.

كما راحت هذه الطغمة تنشر دعايات، مضللة، بغية صرف الأنظار عما يقترفون من جرائم، وما يشيعون من فساد، إلى كثير وكثير مما لا يخفى على الشعب العربي، من تمثيل وادعاء وكذب وخيانات.

وقد أعمت بصيرة هذه الطغمة حمى الحكم، فنسوا ان الشعب العربي الثائر الذي سلمهم الأمانة ليصونوها، قادر على سحقهم وإسكات أصواتهم وأنفاسهم.

والشعب الآن يمد يده الشريفة القوية ليتسلم حقه المقدس، وليعمل بكل أمانة وإخلاص في دعم الوحدة العربية المقدسة بين الأقطار العربية الشقيقة، من الخليج إلى المحيط، على أساس متين من التكافؤ والمساواة والحرية والإخاء، وليصون

<85>