إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتبين طريقة تكوين هذا الاتحاد بقرار من رئيس الجمهورية.

رابع عشر - تتخذ الإجراءات لوضع الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة.

هذه المبادئ والأسس التي تقوم عليها الجمهورية العربية المتحدة، تلوتها عليكم وما هي بالواقع إلا من وحي شعوركم وضميركم، ومن صميم إرادة هذا الشعب الأبي المناضل الذي انتخبكم وأئتمنكم، فأعربتم عن إرادته في شتى المناسبات والظروف حق الإعراب واستحق كل منكم شكر بلاده وأمته.

أيها النواب الأفاضل!

في هذا اليوم الخامس من شباط عام 1958 يكون قد مر على انتخابي رئيساً للجمهورية من قبل مجلسكم الكريم، وتطويق عنقي بثقتكم الغالية، سنتان ونصف السنة، ومثلما اتيح لي خلال عهد الرئاسة الأولى بين عام 1943 وعام 1949 شرف اعلان الاستقلال وجلاء الأجنبي، عن هذا الجزء العربي العزيز، كذلك اتيح لي شرف أرفع وأدعى إلى الاعتزاز بإعلان مولد ( الجمهورية العربية المتحدة ) خلال عهد رئاستي هذه بين عام 1955 وعام 1958.

وكم أرجو أيها الاخوان الأعزاء، ان أكون باعتباركم، وباعتبار هذا الشعب العربي العظيم الذي يشرفني ان انتسب إليه مواطناً عادياً - كم أرجو أن أكون باعتباركم واعتباره، قد أديت واجبي نحو بلادي وأمتي، وكنت جديراً بالثقة التي أوليتموني اياها خلال هذه الحقبة من الزمن العصيب، فإن قصرت، فعذري انني عملت بصبر وإيمان. وصدق وإخلاص وإن أخطأت، فعذري انني إنسان. وليس الإنسان بمعصوم. وإن فاتني شرف الاستشهاد ولم أكن بجوار الخالدين من أحرار هذه الأمة، فأمام الله أشهد انني لم أجنب نفسي خطراً، ولم أوفرها عن شهادة وقد أراد الله ان التقي بأجيال الشباب تتقدم الموكب العربي الطالع وفي جباهها وعود المستقبل العظيم فطيبت نفسي وأثلجت صدري، وغمرت كياني بسعادة الطمأنينة والثقة. وانني إذ ارفع بيدي تلك الشعلة المقدسة لأسلمها في أوج اشتعالها، إلى يد الأجيال الشابة القادرة في أوج فتوتها وشبابها، أبارك اليد التي تحمل والساعد الذي يرتفع. والشعلة التي تضيء، والجيل الذي يصعد، والروح التي تتدفق، والمستقبل الذي تبلج فجره وهلت للملأ راياته.

انني إذ أسلم الأمانة الغالية، طيب النفس، قرير العين، واثقا مطمئناً، ارشح لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة أمام مجلسكم الكريم في هذه الجلسة القومية التاريخية، الرجل

<53>