صفاته وسيرته في الحكم

كان الملك خالد بن عبدالعزيز مرهف الحس، طيب القلب. وكان يعاني من مرض في قلبه وأجريت له عملية القلب المفتوح في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1397هـ/1977م.

وكان يهتم بأمور الضعفاء في بلاده، لأنه كان يعتقد أن الأقوياء قادرون على الاهتمام بأنفسهم بعكس الضعفاء.

ويروي الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي، ذكرياته عن الملك خالد، في محاضرة ألقاها في الرياض فيقول:

"في أول اجتماع لمجلس الوزراء بتشكيلته الجديدة عام 1395هـ/ 1975م، وكان الملك خالد يرأس الجلسة، لا زلت حتى اليوم أذكر بوضوح العبارة التي استهل بها حديثه إلى الوزراء الجدد: "اهتموا بالضعفاء، أما الأقوياء فهم قادرون على الاهتمام بأنفسهم".

وكان الملك خالد صريحاً في عمله وفي قوله، يكره الإجابات الملتوية، وكان لا يرتاح إلى إنسان يعتقد أنه يظهر غير ما يبطن. وكان بعيداً عن التكلف والتصنع.

وكان الملك خالد يستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويسعى جهده إلى إقامة العدالة وإنصاف المظلوم. ولذا كان حريصاً أن يلتقي بالمواطنين كل يوم، وأن يستمع بنفسه إلى شكاواهم، حتى عندما وهنت صحته في العامين الأخيرين من حياته، وتعذر اللقاء اليومي، أصرّ على تخصيص يوم في الأسبوع لمقابلة الناس.

ويقول القصيبي:

رأيته أكثر من مرة يوقف السيارة عند مدخل الديوان ليأخذ بنفسه رسالة من امرأة واقفة عند المدخل.

أخبرني مرة أن قصره يمتلئ كل ليلة، بالنساء المراجعات، وأنه يحرص على قراءة كل عريضة بنفسه، في المرات القليلة التي رأيته فيها غاضباً كان سبب الغضب هو شعوره أن مظلمة وقعت على أحد".